اشار الى بيان كيفية (وقوع تطهير الله) الذي هو معنى صبغة الله (في صحبة ما) اي في صحبة الغمس الذي (يعبر عنه بالصبغ تقديرا بقوله والاصل فيه اي في هذا المعنى وهو ذكر التطهير بلفظ الصبغ) تقديرا (ان النصارى كانوا يغمسون اولادهم في ماء اصفر) اللون بسبب شيء يجعلونه في ذلك الماء كالزعفران (يسمونه) اي يسمون ذلك الماء الاصفر (المعمودية).
قيل اصل هذا الاسم كان للماء الذي غسل به عيسى (ع) ثالث ولادته ثم انهم يعتقدون انهم مزجوه بماء اخر فكلما اخذوا منه شيئا صبوا عليه ماء آخر بدل ما أخذ ويعتقدون ان ذلك الماء باق الى الآن (ويقولون) اي يظنون (انه اي الغمس في ذلك الماء تطهير لهم) من غير دينهم (فاذا فعل الواحد منهم بولده ذلك) الغمس (قال الان صار) الولد (نصرانيا حقا) لانه تطهر عن سائر الاديان.
ولما كان الغمس في الماء الاصفر الذي من شانه ان يغير لون الولد ناسب ان يسمى ذلك الغمس تهيئة من الصبغ لكونه بماء مخصوص يصبغ لغزض مخصوص.
(فأمر المسلمون بان يقولوا لهم) اي للنصارى (قولؤا) بدل ذلك الغمس (امنا بالله وصبغنا الله بالايمان صبغة) مخصوصة (لا مثل صبغتنا) بذلك الماء (وطهرنا) الله (به) اي بالايمان (تطهيرا) مخصوصا (لا مثل تطهيرنا) بذلك الماء فاذا قلتم ذلك واعتقدتموه فقد اصبتم والا فانتم في ضلال (هذا) اي قولنا فأمر المسلمون الخ (اذا كان الخطاب في قولوا آمنا بالله للكافرين) اي النصارى (واما اذا كأن الخطاب) في قولوا آمنا بالله (للمسلمين فالمعنى ان المسلمين امر وابان