يقولون المراد باليمين القدرة فذلك تفسير منهم على الجملة) أي بالاجمال من غير أن يبينوا حقيقة المعنى المراد من مجموع الكلام (وقصدهم) من تفسير اليمين بالخصوص (الى نفي الجارحة) أي اليد عنه تعالى وتقدس (بسرعة خوفا على السامع من خطرات) أي من شبهات (تقع للجهال وأهل التشبيه) الذين يزعمون في حقه تعالى وتقدس ما هو منزه عن ذلك كالمجسمة والمشبهة وامثالهم من ذوي العقائد الفاسدة (والا) اي وان لم يكن قصدهم الى ما ذكر (فكل ذلك) المذكور من اليمين والايدي ونحوهما من الالفاظ التي تدل على ما هو محال على الله تعالى (من طريق التمثيل) اي الاستعارة التمثيلية فيجب ان يذهب الى اخذ الزبدة والخلاصة من الكلام من غير ان يتمحل لمفرداته حقيقة أو مجاز.
فتحصل من جميع ما ذكر ان استشهاد الخطيب للتورية المرشحة بقوله تعالى (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ) حسبما تقدم بيانه غير مطأبق لمأ عليه المحققون أعني صاحب الكشاف والشيخ ونحوهما لأنهم أنكروا على من فسر الايدي بالقدرة واليد بالنعمة على ما تقدم بيانه مفصلا.
(قلت قد جرى المصنف في جعل الايتين) المذكورتين في كلامه (مثالين للتورية على ما اشتهر بين أهل الظاهر من المفسرين) للقصد والخوف المذكورين ومن هنا قال السكاكي اكثر متشابهات القرآن تورية واما ما ذكره صاحب الكشاف والشيخ وامثالهمأ من المحققين فهو بيأن لحقيقة المعنى المراد فلا تنافي البين ولا اعتراض على شيء من الكلامين.
(ومنه اي من المعنوي الاستخدام وهو) على قسمين الاؤل (ان يراد بلفظ له معنيان احدهما أي احد المعنيين) سواء كانا حقيقيين أو مجازيين او أحدهما حقيقي والآخر مجازي وسواء كانا قريبين ام بعيدين