كما نبهنا على شطر منها في المقدمة العاشرة (١) بل أكثر ما ترد في ضمن الجزئيات المتفرقة ، فيحكم بكلية الحكم ، لتوافق افراده الواردة عنهم (عليهمالسلام) في ذلك وهذا هو الأغلب في الأحكام على طريق القواعد النحوية المبنية على تتبع آحاد كلام العرب.
و (ثانيا) ـ ان هذه الأفراد إنما خرجت مخرج التمثيل في الأخبار ، لا انها قضايا واقعة حتى يجب قصر الحكم عليها.
و (ثالثا) ـ ان جملة منها قد تضمنت التعبير بالقذر ، كما في موثقتي عمار ورواية أبي بصير (٢) وفي جملة من الاخبار المتقدمة التعبير بالشيء. وهو دليل على ان المراد جميع النجاسات كما لا يخفى.
و (اما الثالث) ففيه (أولا) ـ ما قدمنا لك بيانه وأوضحنا برهانه (٣) ونزيده هنا ونقول : أي ناظر من ذوي العقول ـ وان لم يكن له رؤية في معقول أو منقول ـ يذهب الى ان الطير الذي في منقاره دم أو الدجاجة التي في رجلها العذرة أو الإصبع فيها قذر. إذا لاقى شيء منها كرا إلا درهما بل نصف كر فإنها تغيره وان خفي على الحس ، بان ينفصل من اجزاء تلك النجاسات بمجرد الملاقاة ما يختلط بذلك الماء ويشيع فيه على وجه يكون المستعمل له مستعملا للنجاسة؟ ما هذا إلا سد للشمس بالراح ، وإخفاء لضوء الصباح بالمصباح.
و (ثانيا) ـ ان اخبار نجاسة الماء القليل ليست مقصورة على هذه الاخبار التي زعم تطرق الاحتمال إليها والتأويل ، وان كان لا اعتماد عليه ولا تعويل ، بل فيها
__________________
(١) كذا فيما وقفنا عليه من النسخ المطبوعة والمخطوطة ، والصحيح (الحادية عشرة) وقد تقدمت في الصحيفة ١٣٣.
(٢) المتقدمات في الصحيفة ٢٨٢ و ٢٨٤.
(٣) في الصحيفة ٣١٧.