زيارة النبيّ صلىاللهعليهوآله فضيلة وسنّة مجمع عليها ، وهذا المفتي المذكور ـ يعني ابن تيمية ـ ينبغي أن يزجر من مثل هذه الفتاوى الباطلة عند أئمة العلماء ، ويمنع من الفتاوى القريبة ، ويحبس إذا لم يمتنع من ذلك ، ويشهَّر أمره ليتحفّظ الناس من الاقتداء به.
وكتبه محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الشافعي.
وكذلك يقول محمد بن الجريري الأنصاري الحنفي : لكن يحبس الآن جزماً مطلقاً.
وكذلك يقول محمد بن أبي بكر المالكي : ويبالغ في زجره حسب ما تندفع تلك المفسدة وغيرها من المفاسد.
وكذلك يقول أحمد بن عمر المقدسي الحنبلي : راجع دفع الشبهة « ٤٥ ـ ٤٧ ». وهؤلاء الأربعة هم قضاة المذاهب الأربعة بمصر أيام تلك الفتنة في سنة (٧٢٦) (١).
أخي في الإسلام ، أيها القارئ العزيز :
الآن عرفت حقيقة الأمر ، وكيف أفتى قضاة المذاهب بما جاء بفتوى ابن تيمية ، فلا تكن ظالماً لنفسك ولغيرك ، وأعرض عن فكرة طعن زوّار القبور ، فإنّ أهل الإسلام لا يرون في زيارة القبور بأساً ، بل حثّ وأمر ، كما مرّ بنا سلفاً.
فراجع ما بعده ، فإنّ ماء الغدير نافع ، وإنّ على ضفاف الغدير أمر عظيم ، يفوتنّك ، فإنّ غداً لناظره قريب ، فأين الآباء والأجداد ؟ وأين المؤالف والمخالف ؟
___________________________________
١ ـ راجع تكملة السيف الصقيل للشيخ محمد زاهد الكوثري : ١٥٥.