بآجرٍّ مقطوع جديدة ، وبني لها جانبان ، ووقع اللوح الجديد وفي رأسه مكتوب : هذا ما أمر بعمله سيّدنا ومولانا المستضيء بأمر الله أمير المؤمنين ، وفي وسطه : هذا قبر تاج السُنّة ، وحيد الاُمّة ، العالي الهمّة ، العالم العابد ، الفقيه الزاهد ، الإمام أبي عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني رحمهالله وقد كتب تاريخ وفاته وآية الكرسي حول ذلك ، ووعدت بالجلوس في جامع المنصور ، فتكلّمت يوم الاثنين سادس عشر جمادى الاُولى ، فبات في الجامع خلق كثير ، وخُتمت ختمات ، واجتمع للمجلس بكرةً ماحُرِز بمائة ألف ، وتاب خلق كثير ، وقطعت شعورٌ ، ثمّ نزلتُ ، فمضيت إلى زيارة قبر أحمد ، فتبعني مَن حُرِز بخمسة آلاف ) (١).
لا اُريد أن اُعلِّق أكثر ممّا هو موجود في هذا النصّ ، ولكن أقول : إنّ ما على قبر أحمد بن حنبل نفس ما على غيره ، فما حدا ممّا بدا ؟
وقال ابن كثير في البداية والنهاية : ( وفي صفر رأى رجلٌ في المنام قائلاً يقول له : من زار أحمد بن حنبل غُفر له ، قال : فلم يبقَ خاصّ ولا عامّ إلّا زاره ) (٢).
نقول للوهّابيّة والسلفيّة ولمن لايؤمن بزيارة القبور : ماذا تقولون بهذه النصوص ، وهي من كتبكم وعلى لسان علمائكم ؟ إن كانت حقّاً فلماذا تحاربوننا أشدّ محاربةً ؟ وإن كانت باطلة حكمتم على أنفسكم وبرئت ساحتنا !
عمار بن رجاء أبو نصر الأسترابادي قال فيه ابن الجوزي في « المنتظم » : ( رحل إلى العراق وسمع من أبي داود الحفري ، ويزيد بن هارون وأبي نعيم وغيرهم ، وكان عابداً زاهداً ورعاً ، وتوفّي في هذه السنة
___________________________________
١ ـ المنتظم : ١٠ / ٢٨٤.
٢ ـ البداية والنهاية : ١٢ / ٢٢٣.