وقبره يُزار ويُتبرَّك به ) (١).
يُزارُ قبره ، ويُتبرّك به ، ولكنّ قبرَ الحسين وأولاد الحسين عليهمالسلام تُهان وتُمنع من زيارتها ، ويُقتل زوّارهم ، حتى يدخل قاتلهم الجنّة ، هذه هي المصيبة حيث أصبح الدين طيناً تتلاعب به الجُهّال !!
فتأمّل ما قاله ابن الجوزي في عليّ بن محمد بن بشّار : ( دفن ببغداد ، وقبره اليوم ظاهر يُتبرّك به ) (٢).
وفي أحمد القزويني قال ابن الجوزي : ( كان من الأولياء المحدّثين ، توفّي في رمضان هذه السنة ، فشهدته اُمم لاتُحصى ، وقبره ظاهر يُتبرّك به في الطريق إلى معروف الكرخي ) (٣).
كثيرٌ هم الذين يمكن أن يكونوا المَثَل والقدوة ، ولكن لمن تنادي ؟ لهم أعينٌ لايُبصرون بها ، ولهم آذان لايسمعون بها ( صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ) (٤) ، ( بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) (٥).
أبو جعفر بن موسى الهاشمي قال فيه ابن الجوزي في « المنتظم » : ودفن إلى جانب قبر أحمد بن حنبل ، وكان الناس يبيتون هناك كلّ ليلة أربعاء ، ويختمون الختمات ، ويخرج المتعيّشون فيبيعون المأكولات ، وصار ذلك فرجةً للناس ، ولم يزالوا كذلك إلى أن جاء الشتاء فامتنعوا فخُتم على قبره في تلك المدّة أكثر من عشرة آلاف ختمة ) (٦).
وأمّا قبر علي بن أبي طالب عليهالسلام الذي تخرّج إلى جواره علماء فطاحل نوّروا بعلومهم المشارق والمغارب ، ورفدوا مكاتب الدنيا بالموسوعات
___________________________________
١ ـ المنتظم : ٥ / ٦١.
٢ ـ المصدر السابق : ٦ / ١٩٩.
٣ ـ المصدر السابق : ٩ / ١٩٤.
٤ ـ البقرة : ١٧١.
٥ ـ المطففين : ١٤.
٦ ـ المنتظم : ٨ / ٣١٧.