لتلك البقعة وتواضعه لها ، وتضرّعه عندها ما تحيّرنا ! ) (١).
ونقول : لاتعجب ، فإنّ الإسلام لايعرف الطائفية ولا المذهبيّة ، وإنّ علي بن موسى الرضا عليهالسلام ـ عليه وعلى آبائه وأبنائه الأئمة الهداة الميامين السلام ـ هو من أهل بيتٍ أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، ومَن أحبّهم فقد أحبّ الله تعالى ؛ لأنّهم أولياء الله وأوصياؤه ، ومَن أبغضهم فقد أبغض الله تعالى ، والعاقبة للمتقين.
وهؤلاء زَهدوا في الدنيا ، وضحّوا بالمُهَج لأجل بقاء الإسلام ، وهم أحياء عند ربّهم يُرزَقون ، وقبور كلٍّ منهم روضة من رياض الجنّة.
وأمّا الذي يدرس عنه اُستاذٍ سنتين ثم يخالف اُستاذه ويُفتي برأيه وقياسه فهذا في منتهى الغرور والشرور ( خالف تعرف ) ، كما هو في دراسة أبي حنيفة عند الإمام الصادق عليهالسلام ، حيث قال حينها أبو حنيفة : ( لولا السنتان لهلك النعمان ) وهو اسم أبي حنيفة. ولكن للأسف الشديد إلى ما آلت إليه حياة الاُمّة إزاء وجود بعض أقطاب الشرّ بين ظهرانيها !!
وإليك ما ذكره الذهبي في تذكرة الحفّاظ بشأن منزلة أبي حنيفة :
حدثني الحسن بن عبدالعزيز الجروي ، ثنا أبو حفص التنيسي ، عن الأوزاعي قال :
ماولد في الإسلام مولد أشرُّ من أبي حنيفة وأبي مسلم ، وما اُحبّ أنّه وقع في نفسي أنّي خير من أحدٍ منهما ، وإنّ لي الدنيا وما فيها. ( رجاله ثقات ) (٢).
هذا قول الذهبي في التذكرة ، وليس قول علماء الشيعة ، إنّه قول الأوزاعي ، وما أدراك ما الأوزاعي ؟
عجّلوا بحذفه أيّها السادة الكرام ، ونزّهوا إمامكُم ، ولكن دون جدوى.
___________________________________
١ ـ تهذيب التهذيب : ٧ / ٣٩٧.
٢ ـ التذكرة : الحديث ٤٨٠.