.......................................................................................
________________________________________________
ما خلق الخلق إلّا ليعرفوه ، فإذا عرفوه عبدوه ، وإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة غيره ، قيل : يابن رسول الله ما معرفة الله ؟ قال : معرفة أهل كلّ زمان إمامهم الذي تجب عليهم طاعته » ، الحديث .
فعلم منه : أن الغاية للخلق هو المعرفة التي تترتب عليها العبادة ، التي ينبغي أن يعبد الله تعالى بها ، فالغاية هو المعرفة والعبادة عن معرفة ، وهذه المعرفة بصريح قوله عليهالسلام ليست إلّا معرفة الإمام عليهالسلام وذلك كما تقدم ليس إلّا لأجل أنهم عليهمالسلام محال المعارف الإلهية ، بل هم نفسها كما علمت ، فيعلم من المجموع أنهم عليهمالسلام متعلق الحب الإلهي ومظاهره ، لما هم عين معارفه حيث إنهم عليهمالسلام عين أسمائه الحسنى التي عرف الله تعالى بها ، فهم عليهمالسلام المحبوبون له تعالى ومظاهر الحب له تعالى ومعنى أنهم مظاهر حبّه أن المحبة التي هي العلة الذاتية للخلق ، فإن المعرفة وإن كانت هي العلة إلّا أنها بما هي محبوبة له تعالى تكون علّة وإلّا فلا ، كما لا يخفى .
وكيف كان إن المحبة بحقيقتها هي العلة للخلق ولا ريب في أن وجود أي موجود يقوم بالعلة الفاعلية والمادية والصورية والغائية كما حقق في محلّه ، فمعنى كون المحبة علة للخلق بأقسامها أن العلة الفاعلية ليست إلّا مظهراً للمحبة وهكذا البقية .
وحينئذٍ نقول : فهم عليهمالسلام بما هم حقيقة المحبة له تعالى ، ومظهرها العلة الفاعلية للخلق ، بمعنى أن كل موجود وجدت بالمشية والمشية ظرفها قلوبهم عليهمالسلام وهي شأن من شؤون المحبة ، فالمحبة الإلهية اقتضت المشية القائمة بنفوسهم عليهمالسلام .
فالمشية وإن كانت علة فاعلية بمظاهرها
إلّا أنها بالدقة تكون شأناً للمحبة ، فالمحبة هي العلة الفاعلية في الحقيقة ، وهي ليست إلّا قلوبهم المطهّرة فهم عليهمالسلام العلة الفاعلية للخلق ، غاية الأمر بإذن الله تعالى حيث إنهم عليهمالسلام بجميع شؤونهم