أحوال الوصف مع مرفوعه :
والثّان : مبتدا ، وذا الوصف : خبر |
|
إن في سوى الإفراد طبقا استقر |
الوصف مع الفاعل ، إما أن يتطابقا إفرادا أو تثنية أو جمعا ، أو لا يتطابقا وهو قسمان : ممنوع وجائز.
١ ـ فإن تطابقا إفرادا نحو «أقائم زيد» جاز فيه وجهان :
أحدهما : أن يكون الوصف مبتدأ ، وما بعده فاعل سدّ مسدّ الخبر.
والثاني : أن يكون ما بعده مبتدأ مؤخرا ، ويكون الوصف خبرا مقدما ، ومنه قوله تعالى : (أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ)(١) فيجوز أن يكون «أراغب» مبتدأ ، و «أنت» فاعل سدّ مسدّ الخبر. ويحتمل أن يكون «أنت» : مبتدأ مؤخرا ، و «أراغب» خبرا مقدما.
والأوّل ـ في هذه الآية ـ أولى (٢) ، لأن قوله. «عن آلهتي» معمول
__________________
الشاهد فيه : قوله : خبير بنو لهب فقد استشهد به الكوفيون على جواز اكتفاء المبتدأ الوصف بمرفوعه دون اعتماد على نفي أو استفهام ، ويرده البصريون بأن «خبير» خبر مقدم و «بنو» مبتدأ مؤخر ، وجاز الإخبار عن الجمع بالمفرد لأنه على زنة المصدر «فعيل كصهيل» والمصدر يخبر به عن المفرد والمثنى والجمع بلفظ واحد كقوله تعالى : «وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ».
(١) مريم (٤٦) والآية بكاملها : «قالَ : أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ ، لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا».
(٢) يجوز الوجهان في أصل المسألة أما في هذه الآية الكريمة فلا يجوز إلا وجه واحد وهو جعل الوصف مبتدأ والضمير فاعلا سدّ مسدّ الخبر للمانع الذي بسطه الشارح والذي يمنع أن يكون الوصف خبرا مقدما والضمير «أنت» مبتدأ مؤخرا فقوله : «أولى» هنا بمعنى «واجب» للسبب الذي فصّله وهو الذي يؤدي إلى الفصل بين العامل (راغب) ومعموله (عن آلهتي) بأجنبي وهو (أنت).