فإن لم تكن هي المبتدأ في المعنى فلا بدّ فيها من رابط يربطها بالمبتدأ ، وهذا معنى قوله : «حاوية معنى الذي سيقت له».
والرابط إمّا :
(أ) ضمير يرجع إلى المبتدأ نحو : : «زيد قام أبوه». وقد يكون مقدّرا نحو : «السّمن منوان بدرهم» ، التقدير : منوان منه بدرهم (١).
(ب) أو إشارة إلى المبتدأ كقوله تعالى : (وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ)(٢) في قراءة من رفع اللباس.
(ج) أو تكرار المبتدأ بلفظه : وأكثر ما يكون في مواضع التفخيم ، كقوله تعالى : (الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ)(٣) و (الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ)(٤) ، وقد يستعمل في غيرها كقولك : «زيد ما زيد».
__________________
(١) منوان مفرده منا كعصا ، وهو مكيال أو وزن ، السمن : مبتدأ أول : منوان : مبتدأ ثان مرفوع بالألف لأنه مثنى ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. وقد قدر جار ومجرور هو (منه) بمحذوف صفة لمنوان والتقدير : منوان كائنان منه ، وهذا الوصف هو الذي سوّغ الابتداء بالنكرة ، بدرهم : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر للمبتدأ الثاني ، والجملة : في محل رفع خبر للمبتدأ الأوّل.
(٢) من قوله تعالى : (يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً* وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) الأعراف (٥).
والاستشهاد يتم باعتبار لباس : مبتدأ أول ، ذلك : اسم إشارة في محل رفع مبتدأ ثان ، واللام : للبعد ، والكاف : للخطاب ، خير : خبر للمبتدأ الثاني ، والجملة خبر للمبتدأ الأول ، والرابط هو الإشارة إلى المبتدأ ب «ذلك».
(٣) الحاقة (١ ، ٢) ، والحاقة : مبتدأ أول ، ما : اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ثان الحاقة : خبره ، والجملة في محل رفع خبر للمبتدأ الأول.
(٤) القارعة (١ ، ٢) إعرابها كالإعراب السابق في : «الحاقة ما الحاقة».