قولهم : «الليلة الهلال ، والرّطب شهري ربيع» التقدير : طلوع الهلال الليلة ، ووجود الرّطب شهري ربيع. هذا مذهب جمهور البصريين.
وذهب قوم ـ منهم المصنف ـ إلى جواز ذلك من غير شذوذ لكن بشرط أن يفيد (١) كقولك : «نحن في يوم طيب ، وفي شهر كذا» وإلى هذا أشار بقوله : «وإن يفد فأخبرا» ، فإن لم يفد امتنع نحو : «زيد يوم الجمعة».
مسوغات الابتداء بالنكرة :
ولا يجوز الابتدا بالنّكره |
|
ما لم تفد ك : «عند زيد نمره (٢) |
وهل فتى فيكم ، فما خلّ لنا |
|
ورجل من الكرام عندنا (٣) |
ورغبة في الخير خير ، وعمل |
|
برّ يزين ، وليقس ما لم يقل (٤) |
__________________
(١) تحصل الفائدة بالإضافة نحو : نحن في شهر شوّال ، أو بالوصف نحو : نحن في يوم مشرق ، وقد أشعر مثالا الشارح بذلك.
(٢) ما : مصدرية ظرفية ، عند : مفعول فيه ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر مقدم ، زيد مضاف إليه ، نمره : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة وسكن للرويّ. (والنمرة نوع من الكساء المخطط يلبسه الأعراب).
(٣) فتى : مبتدأ ، فيكم : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر للمبتدأ ، ما : نافية مهملة ، خل : مبتدأ ، لنا : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ، رجل : مبتدأ ، من الكرام : جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لرجل ، عندنا : ظرف متعلق بمحذوف خبر ، ونا : في محل جر بالإضافة.
(٤) رغبة : مبتدأ ، في الخير : جار ومجرور متعلق برغبة ، خير : خبر المبتدأ ، عمل : مبتدأ وخبره جملة : يزين مع الفاعل المستتر ، ليقس : اللام لام الأمر ، يقس : فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم باللام وعلامة جزمه السكون ، ما : اسم موصول في محل رفع نائب فاعل ، لم : حرف جازم ، يقل : فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بالسكون ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، والجملة صلة للموصول لا محل لها من الإعراب.