وقد أنهى بعض المتأخرين ذلك إلى نيّف وثلاثين موضوعا ، وما لم أذكره منها أسقطته لرجوعه إلى ما ذكرته ، أو لأنه ليس بصحيح (١)
* * *
تقديم الخبر جوازا :
والأصل في الأخبار أن تؤخّرا |
|
وجوّزوا التقديم إذ لا ضررا (٢) |
الأصل تقديم المبتدأ وتأخير الخبر ، وذلك لأن الخبر وصف في المعنى للمبتدأ فاستحق التأخير كالوصف ، ويجوز تقديمه إذا لم يحصل بذلك لبس أو نحوه على ما سيبيّن نحو : «قائم زيد ، وقام أبوه زيد ، وأبوه منطلق زيد ، وفي الدّار زيد ، وعندك عمرو (٣)». وقد وقع في كلام بعضهم أنّ مذهب الكوفيين منع تقدّم الخبر الجائز التأخير عند البصريين ، وفيه نظر ، فإن بعضهم نقل الإجماع ـ من البصريين والكوفيين ـ على جواز : «في داره زيد» ، فنقل المنع عن الكوفيين مطلقا ليس بصحيح ،
__________________
(١) أكثر هذه المواضع يمكن ردّه إلى ما ذكره ابن مالك في ألفيته.
(٢) الأصل : مبتدأ ، أن : مصدرية ناصبة ، تؤخرا : فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بأن. والألف للإطلاق ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مرفوع على أنه خبر للمبتدأ ، والتقدير : الأصل في الأخبار التأخير ، جوزوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو : ضمير متصل في محل رفع فاعل ، إذ : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوزوا ، لا : نافية للجنس تعمل عمل «إن» ضرر : اسمها مبني على الفتح في محل نصب ، والحبر محذوف تقديره : لا ضرر كائن ، والجملة في محل جر بإضافة الظرف إليها.
(٣) في الأمثلة أتى بالصور المختلفة للخبر فهو مفرد وجملة فعلية ، وجملة اسمية ، وجار ومجرور ، وظرف على الترتيب. و «زيد» فيها كلها : مبتدأ مؤخر وكذلك «عمرو» وما قبلها خبر.