الأصل : وهل المعوّل إلا عليك؟ فقدّم الخبر.
الرابع : أن يكون خبرا لمبتدأ قد دخلت عليه لام الابتداء نحو : «لزيد قائم» ، وهو المشار إليه بقوله : «أو كان مسندا لذي لام ابتدا» فلا يجوز تقديم الخبر على اللام ، فلا تقول : «قائم لزيد» ، لأن لام الابتداء لها صدر الكلام ، وقد جاء التقديم شذوذا : كقول الشاعر :
٥٤ ـ خالي لأنت ، ومن جرير خاله |
|
ينل العلاء ، ويكرم الأخوالا (١) |
__________________
في محل جر بعلى. متعلق بمحذوف خبر مقدم للمبتدأ المعول ، والجملة معطوفة على جملة هل إلا بك النصر يرتجي الاستئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه : قوله : «إلا عليك المعوّل» فقد قدّم الخبر المحصور بإلا على المبتدأ شذوذا لأن رتبة المحصور التأخير. ونجد شاهدا آخر على الموضوع نفسه في الشطر الأول إذا أخذنا برأي من يعرب «بك» متعلقا بمحذوف خبر
(١) لم ينسب البيت إلى قائل معيّن ، ويروى مكان جرير : ومن تميم ، ومن عويف.
المعنى : إن جريرا خالي ومن كانت خؤولته إلى جرير نال مجدا وكرم نسبا.
الإعراب : خالي : خبر مقدم مرفوع بالضم المقدر على ما قبل ياء المتكلم ، والياء : ضمير في محل جرّ بالإضافة ، لأنت : اللام : ابتدائية ، أنت : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ مؤخر ، ومن : الواو : استئنافية ، من : اسم موصول في محل رفع مبتدأ ، جرير : مبتدأ ثان خاله : خبر للمبتدأ الثاني مرفوع ، والهاء : في محل جر بالإضافة ، والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. ينل : فعل مضارع مجزوم بمن تشبيها للموصول بالشرط ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى من ، والجملة في محل رفع خبر للمبتدأ (من) ، وجملة المبتدأ والخبر : من ... ينل : استئنافية لا محل لها من الإعراب ، ويكرم : الواو حرف عطف ، يكرم فعل مضارع معطوف على ينل مجزوم بالسكون وحرّك بالكسر دفعا لالتقاء الساكنين ، والفاعل ، هو ، الأخوالا : تمييز منصوب بالفتحة ، والألف للإطلاق.
الشاهد فيه : قوله : «خالي لأنت» على الإعراب الذي أعربناه ؛ فقد قدم الخبر على المبتدأ المقترن بلام الابتداء وهو شاذ ، وللنحاة في هذا البيت أقوال كثيرة منها