وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا» (١) أي : مدة دوامي حيا.
معانى الأفعال الناقصة :
ومعنى «ظلّ» : اتصاف المخبر عنه بالخبر نهارا ، ومعنى «بات» : اتصافه به ليلا ، «وأضحى» : اتصافه به في الضحى ، و «أصبح» : اتصافه به في الصباح ، و «أمسى» : اتصافه به في المساء ، ومعنى «صار» التحوّل من صفة إلى صفة أخرى ، ومعنى «ليس» : النفي ، وهي عند الإطلاق لنفي الحال نحو «ليس زيد قائما» أي الآن ، وعند التقييد بزمن على حسبه نحو : «ليس زيد قائما غدا» ، ومعنى «ما زال وأخواتها» : ملازمة الخبر المخبر عنه على حسب ما يقتضيه الحال نحو : «ما زال زيد ضاحكا ، وما زال عمرو أزرق العينين» ، ومعنى «دام» : بقي واستمرّ.
__________________
(١) قال تعالى : (قالَ : إِنِّي عَبْدُ اللهِ ، آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ، وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا) مريم (٣٠ و ٣١).
ما : مصدر ظرفية ، دمت : دام : فعل ماض ناقص والتاء في محل رفع اسم دام ، حيا : خبر منصوب بالفتحة. وجملة : دمت حيا : صلة للموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب ، وما المصدرية مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر منصوب على الظرفية الزمانية متعلق بأوصاني ، والتقدير : وأوصاني بالصلاة والزكاة مدة دوامي حيا.
فائدة : ما المصدرية الظرفية هي التي تؤول مع ما بعدها بمصدر مع نيابتها في المعنى عن ظرف الزمان الذي كان مقدرا في الأصل قبلها ، فالتقدير في الأصل : أوصاني بالصلاة والزكاة مدة دوامي حيا ، فمدة : ظرف زمان متعلق بأوصاني ، دوامي : مضاف إليه ، ثم حذف المضاف وناب عنه المضاف إليه كقولنا : زرتك غروب الشمس والأصل : وقت غروب الشمس ولو كانت «ما» هي الدالة على الزمان بنفسها لكانت اسما ولما جاز أن نعربها حرفا.