استعمال هذه الأفعال تامة :
وقوله : «وذو تمام .. إلى آخره» معناه أن هذه الأفعال انقسمت إلى قسمين :
أحدهما : ما يكون تاما وناقصا.
والثاني : ما لا يكون إلا ناقصا.
والمراد بالتّام : ما يكتفى بمرفوعه ، وبالناقص : ما لا يكتفى بمرفوعه بل يحتاج معه إلى منصوب. وكل هذه الأفعال يجوز أن تستعمل تامة إلّا : «فتىء» و «زالّ» التي مضارعها يزال ، لا التي مضارعها يزول فإنها تامّة نحو : «زالت الشمس» ، و «ليس» فإنها لا تستعمل إلا ناقصة. ومثال التام قوله تعالى : (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ)(١) أي : وإن وجد ذو عسرة ، وقوله تعالى : (خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ)(٢) وقوله تعالى : «فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ
__________________
والظاهر أن المنع أولى لأن القاعدة التي تقول : تقدم المعمول مؤذن بجواز تقدم العامل ليست مطّردة فيجوز أن نقول مثلا : زيدا لم أضرب ، فنقدم المعمول ولا يجوز تقديم العامل على حرف النفي ولو صحّت القاعدة لاعتبر الموضع هنا من التوسع في الظرف لأنهم يتوسعون في الظرف والجار والمجرور ما لا يتوسعون في غيرهما.
(١) تمام الآية الكريمة : (وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) البقرة (٢٨٠) كان : فعل ماض تام مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط ، ذو : فاعل كان مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ، وجملة : فنظرة إلى ميسرة : في محل جزم جواب الشرط.
(٢) قال تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ. خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ ، إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) هود (١٠٧ و ١٠٨) والشاهد في الآية الكريمة ورود «دام» تامة ، والسموات : فاعلها مرفوع والمعنى : ما بقيت السموات والأرض.