التقدير : إن كان المقول صدقا ، وإن كان المقول كذبا. وبعد «لو» كقولك : «ائتني بدابّة ولو حمارا» (١) أي : «ولو كان المأتيّ به حمارا» وقد شذّ حذفها بعد «لدن» كقوله :
٧٤ ـ من لد شولا فإلى إتلائها (٢).
التقدير : «من لد أن كانت هي شولا».
__________________
(١) ائت : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة ، والفاعل : مستتر وجوبا تقديره : أنت ، والنون : للوقاية ، والياء : في محل نصب مفعول به ، لو : شرطية غير جازمة ، وجملة كان التي قدرها الشارح هي جملة الشرط ، والجواب محذوف.
وحذف «كان» مع اسمها وبقاء الخبر بعد «إن» و «لو» الشرطيتين كثير مستساغ ، لأنهما يطلبان فعلين فيطول الكلام فيخفف بالحذف ، واختص ذلك بهما لأن «إن» أم أدوات الشرط الجازمة ، و «لو» أم أدوات الشرط غير الجازمة ، والعرب يتسعون في أمهات الأبواب ما لا يتسعون في غيرها.
(٢) قول جرى عند العرب مجرى الأمثال ، شولا : قيل جمع شائلة على غير قياس ، وهي التي خفّ لبنها وارتفع ضرعها ومضى على ولادتها سبعة أشهر أو ثمانية ، وقيل : مصدر بمعنى اسم الفاعل من شالت الناقة بذنبها إذا رفعته عند اللقاح فهي شائل. إتلائها : مصدر أتلت الناقة : إذ تلاها وليدها.
المعنى : علمت الأمر أو كذا مثلا من حين كانت النياق شوائل إلى أن تبعتها أولادها.
الإعراب : من لد : من : حرف ، لد : ظرف زمان مبنيّ على الضم في محل جر بمن ، متعلق بفعل محذوف تقديره ، علمت الأمر من (لد : لغة في لدن). أو ربّيتها من لد ... ، شولا : خبر لكان المحذوفة مع اسمها ، فإلى : الفاء زائدة ، إلى : حرف جر متعلق بما تعلق به الأوّل ، إتلائها : إتلاء : مجرور بإلى ، وها : في محل جر بالإضافة.
الشاهد فيه : قوله «من لد شولا» فقد حذف كان مع اسمها وأبقى الخبر بعد غير «إن ولو» الشرطيتين وهو شاذ. (لد لغة في لدن).