حذف النون من مضارع «كان» :
ومن مضارع ل «كان» منجزم |
|
تحذف نون ، وهو حذف ما التزم (١) |
إذا جزم الفعل المضارع من «كان» قيل : «لم يكن» ، والأصل : «يكون» فحذف الجازم الضمّة التي على النون فالتقى ساكنان : الواو والنون ، فحذفت الواو لالتقاء الساكنين فصار اللفظ «لم يكن». والقياس يقتضي أن لا يحذف منه بعد ذلك شيء آخر ، لكنهم حذفوا النون بعد ذلك تخفيفا لكثرة الاستعمال فقالوا : «لم يك» ، وهو حذف جائز لا لازم.
ومذهب سيبويه ومن تابعه أن هذه النون لا تحذف عند ملاقاة ساكن ، فلا تقول : «لم يك الرّجل قائما» ، وأجاز ذلك يونس (٢) ، وقد قريء شاذّا : «لم يك الذين كفروا» (٣). وأمّا إذا لاقت متحركا فلا يخلو : إمّا أن يكون ذلك المتحرك ضميرا متّصلا أو لا ، فإن كان ضميرا متصلا لم تحذف النون اتّفاقا كقوله صلىاللهعليهوسلم لعمر رضي الله تعالى عنه في ابن صيّاد : «إن يكنه فلن تسلّط عليه ، وإلّا يكنه فلا خير لك في قتله» فلا يجوز حذف النون فلا تقول : «إن يكه وإلّا يكه» ،
__________________
(١) من مضارع : جار ومجرور متعلق بتحذف ، منجزم : صفة المضارع ، نون : نائب فاعل لتحذف ، هو حذف : مبتدأ وخبر ، وجملة ما التزم : في محل رفع صفة لحذف ، أي : حذف غير ملتزم.
(٢) حاصل ما ذكر من الشروط لجواز حذف النون من مضارع كان ما يلي :
(ا) أن تكون بلفظ المضارع.
(ب) وأن يكون هذا المضارع مجزوما بالسكون.
(ج) ألا يليها ساكن ولا ضمير متصل ، وما ورد خلاف ذلك فشاذ.
(٣) قال تعالى : «لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ». سورة البيّنة (١)