تضربوننّ ، فحذفت النون الأولى لتوالي الأمثال كما سبق ، فصار : «تضربونّ» ، ، فحذفت الواو لالتقاء الساكنين ، فصار «تضربنّ» وهذا هو المراد بقوله : «وأعربوا مضارعا إن عريا من نون توكيد مباشر ...» فشرط في إعرابه أن يعرى من ذلك ، ومفهومه أنه إذا لم يعر منه يكون مبنيّا ، فعلم أنّ مذهبه : أن الفعل المضارع لا يبنى إلا إذا باشرته نون التوكيد نحو : «هل تضربنّ يا زيد» ، فإن لم تباشره أعرب ، وهذا هو مذهب الجمهور. وذهب الأخفش إلى أنه مبنيّ مع نون التوكيد سواء اتصلت به نون التوكيد أو لم تتصل. ونقل عن بعضهم أنه معرب وإن اتصلت به نون التوكيد.
ومثال ما اتصلت به نون الإناث «الهندات يضربن» (١) ، والفعل معها مبني على السكون (٢). ونقل المصنف ـ رحمهالله تعالى ـ في بعض كتبه أنه لا خلاف في بناء الفعل المضارع مع نون الإناث ، وليس كذلك ، بل الخلاف موجود ، وممن نقله : الأستاذ أبو الحسن بن عصفور في «شرح الإيضاح».
٣ ـ بناء الحرف
وكلّ حرف مستحق للبنا |
|
... |
الحروف كلّها مبنية ، إذ لا يعتورها ما تفتقر في دلالتها عليه إلى إعراب ، نحو : «أخذت من الدراهم» فالتبعيض مستفاد من لفظ «من» بدون الإعراب.
__________________
(١) يضربن : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ، والنون : ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل ، والجملة خبر المبتدأ الهندات في محل رفع.
(٢) بني المضارع الذي اتصلت به نون النسوة على السكون حملا على الماضي المتصل بها نحو : كتبن.