قمن» ، ومثال المخاطب : «اعلما ، واعلموا ، واعلمن». ويدخل تحت قول المصنف «وغيره» : المخاطب والمتكلم ، وليس هذا بجيّد ، لأنّ هذه الثلاثة لا تكون للمتكلّم أصلا ، بل إنما تكون للغائب أو المخاطب كما مثلنا.
* * *
الضمير المستتر :
ومن ضمير الرّفع ما يستتر |
|
كافعل ، أوافق ، نغتبط إذ تشكر (١) |
ينقسم الضمير إلى مستتر وبارز (٢) ، والمستتر : إلى واجب الاستتار وجائزه ، والمراد بواجب الاستتار ما لا يحلّ محلّه الظاهر (٣) ، والمراد بجائز الاستتار ما يحلّ محلّه الظاهر وذكر المصنّف في هذا البيت من المواضع التي يجب فيها الاستتار أربعة :
الأوّل : فعل الأمر للواحد المخاطب ك : «افعل» ، التقدير : أنت ، وهذا الضمير لا يجوز إبرازه لأنه لا يحلّ محلّه الظاهر ، فلا تقول : افعل زيد ، فأما : «افعل أنت» فأنت : تأكيد للضمير المستتر في «افعل» ، وليس بفاعل لافعل لصحة الاستغناء عنه ، فتقول : «افعل». فإن كان الأمر لواحدة أو لاثنين أو لجماعة برز الضمير نحو : اضربى ،
__________________
(١) من ضمير : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ، ما : اسم موصول في محل رفع مبتدأ مؤخر. افعل : فعل أمر والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت ، أوافق : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الأمر ، وفاعله مستتر وجوبا تقديره : أنا ، نغتبط : فعل مضارع بدل من أوافق مجزوم ، وفاعله : ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن ، تشكر : فعل مضارع ، والفاعل : مستتر وجوبا تقديره : أنت
(٢) البارز : ماله وجود في اللفظ ، والمستتر ما ليس كذلك.
(٣) المستتر وجوبا : هو ما لا يخلفه ظاهر ولا ضمير منفصل ..