لو لا رجاؤك قد قتّلت أولادي
أو : ينتصب المضارع بأن مضمرة وجوبا بعد «أو» تقول : «لألزمنّك أو تعطيني حقّي» كأنّه يقول : ليكوننّ اللّزوم أو أن تعطيني. ومعنى ما انتصب بعد «أو» على «إلّا أن» وعلى هذا قول امرىء القيس :
فقلت له لا تبك عينك إنّما |
نحاول ملكا أو نموت فنعذرا |
وقال زياد الأعجم :
وكنت إذا غمزت قناة قوم |
كسرت كعوبها أو تستقيما |
والمعنى في البيتين : إلّا أن نموت فنعذر ، وكسرت كعوبها إلّا أن تستقيما (١).
وقال سيبويه : ولو رفعت لكان عربيّا جائزا على وجهين : على أن تشرك بين الأوّل والآخر ، وعلى أن يكون مبتدأ مقطوعا من الأوّل ، وعلى هذا فيكون تأويل قول امرىء القيس : أو نحن ممّن يموت فيعذر وقال عزوجل : (سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ)(٢). إن شئت على الإشراك ـ أي بأن تعطف ب «أو» يسلمون على تقاتلونهم ـ وإن شئت على تقدير : أو هم يسلمون.
وكلمة «أو» إذا كانت للشّك ، أو للتّقسيم ، أو التّفصيل ، أو الإبهام ، أو التسوية ، أو التّخيير ، أو بمعنى «بل» أو «إلى» أو «إلّا» أو «كيف» أو «الواو» كانت عاطفة ساكنة.
وإذا كانت للتّقرير أو التّوضيح ، أو الرّدّ ، أو الإنكار ، أو الاستفهام ، كانت مفتوحة كقوله تعالى : (أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ)(٣).
أوشك :
١ ـ كلمة تدلّ على قرب الخبر ، وهي فعل ماض من النّواسخ تعمل عمل «كان» إلّا أنّ خبرها يجب أن يكون جملة فعلية مشتملة على مضارع يغلب فيه الاقتران ب «أن» وفاعله ضمير يعود على الاسم نحو قول الشاعر :
ولو سئل النّاس التّراب لأوشكوا |
إذا قيل هاتوا أن يملّوا ويمنعوا |
ويستعمل لأوشك : الماضي والمضارع وهو أكثر استعمالا من ماضيها ، واستعمل لها اسم فاعل وهو نادر وذلك كقول كثّير عزّة :
__________________
(١) هذا البيت من أبيات ثلاثة قافيتها مكسورة الآخر إلّا البيت الشّاهد ففيه إقواء على الرفع وسيبويه روى البيت بالنصب وجعله شاهدا عليه.
(٢) الآية «١٦» من الفتح «٤٨».
(٣) الآية «١٠٤» من سورة المائدة «٥».