وأدغمت بالتاء ، قال الأعشى يهدّد علقمة ابن علاثة :
فإن تتّعدني أتّعدك بمثلها |
وسوف أزيد الباقيات القوارضا (١) |
ومثل اتّعد ويتّعد اتّلج ويتّلج قال طرفة بن العبد :
فإنّ القوافي يتّلجن موالجا |
تضايق عنها أن تولّجها الإبر (٢) |
أصل يتّلجن : يوتلجن من الولوج ، أبدلت الواو تاء ، وأدغمت في التاء.
وتقول في «افتعل» من الإزار «إيتزر» (٣) فلا يجوز إبدال الياء تاء وإدغامها في التّاء ، لأنّ هذه الياء بدل من همزة ، وليست أصلية وشذّ قولهم في افتعل من الأكل : «اتّكل».
إبدال الدّال من تاء الافتعال :
إذا كانت فاء «الافتعال» «دالا مهملة أو ذالا ، أو «زايا» أبدلت تاؤه دالا مهملة ، فتقول من «دان» على افتعل «ادّان» بالإبدال والإدغام لوجود المثلين. ومن «زجر» على افتعل أيضا «ازدجر». وأصلها «ازتجر» ومن «ذكر» «اذدكر» ولك فيه الأوجه الثّلاثة في «اظطلم» (٤) فتقول «اذدكر» و «ادّكر» و «اذّكر» وقرىء شاذا «فهل من مذّكر» (٥). بالذال المعجمة المشدّدة.
إبدال الطّاء من تاء الافتعال :
تبدل وجوبا الطّاء من تاء «الافتعال» إذا كانت فاؤه «صادا أو ضادا ، أو طاء أو ظاء» وتسمّى أحرف الإطباق (٦) في جميع التّصاريف ، فتقول في «افتعل» من «صبر : اصطبر» وأصلها : اصتبر على وزن افتعل. ومن «ضرب : اضطرب» وأصلها : اضترب.
ومن «ظلم : اظطلم» وأصلها : «اظتلم» ومن «طهر : اطّهّر» وأصلها : «اطتهّر» ويجب في «اطّهّر» الإدغام لاجتماع المثلين وسكون أوّلهما.
ولك في «اظطلم» ثلاثة أوجه : «اظطلم» وهو الأصل ، وإبدال الظاء المعجمة طاء مهملة مع الإدغام ، فتقول : «اطّلم» وإبدال الطاء المهملة ظاء مع الإدغام فتقول : «اظّلم» وقد روي بالأوجه الثلاثة قول زهير يمدح هرم بن سنان :
__________________
(١) اتعدته : أوعدته بالشر. القوارص : جمع قارض وهي الكلمة المؤذية.
(٢) اتّلج : من الولوج ، الموالج : جمع مولج ، موضع الولوج وهو الدخول.
(٣) أصلها : إئتزر فسهلت الهمزة إلى ياء.
(٤) انظر إبدال الطاء من تاء الافتعال.
(٥) الآية «٥١» من سورة القمر «٥٤».
(٦) سميت حروف الإطباق لانطباق اللسان معها على الفك الأعلى.