وإن كان اسما ظاهرا أو ضميرا منفصلا منصوبا كرّر بدون شرط فمثال التوكيد في الاسم قوله عليهالسلام : (أيّما امرأة نكحت نفسها بغير وليّ فنكاحها باطل باطل) (١). ومثال الضمير قول الشاعر :
فإيّاك إيّاك المراء فإنّه |
إلى الشّرّ دعّاء وللشّرّ جالب |
وإن كان ضميرا منفصلا مرفوعا جاز أن يؤكّد به كلّ متّصل نحو «قمت أنت» و «أكرمتك أنت» و «نظرت إليك أنت». وإن كان ضميرا متصلا وصل بما وصل به المؤكّد نحو «عجبت منك». وإن كان حرفا ، فإن كان جوابيا كرّر بدون شرط ، نحو «نعم نعم» ومنه قول جميل بثينة :
لا لا أبوح بحبّ بثنة إنّها |
أخذت عليّ مواثقا وعهودا |
وإن كان الحرف غير جوابي وجب أمران : أن يفصل بينهما ، وأن يعاد مع التّوكيد ما اتّصل بالمؤكّد إن كان مضمرا نحو : (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ)(٢). فـ «أنكم» الثانية توكيد للأولى ، وقد أعيدت مع اسمها وهو الكاف والميم. وأن يعاد هو أو ضميره إن كان المؤكّد ظاهرا نحو «إنّ محمّدا إنّ محمّدا فاضل» و «إنّ عليّا إنّه أديب» وعود ضميره هو الأولى ، وشذّ اتّصال الحرفين في قوله :
إنّ إنّ الكريم يحلم ما لم |
يرين من أجاره قد ضيما |
٣ ـ التّوكيد المعنوي :
للتّوكيد المعنويّ سبعة ألفاظ :
(الأوّل والثّاني) : «النّفس والعين» ويؤكّد بهما لرفع المجاز عن الذّات تقول : «جاء الأمير» فيحتمل أن يكون الجائي متاعه أو حشمه ، فإذا أكّدت «بالنّفس أو العين» أو بهما معا بشرط تقديم النّفس ارتفع ذلك الاحتمال ، ويجب اتّصالهما بضمير مطابق للمؤكّد في الإفراد والتّذكير وفروعهما نحو : «جاء الأمير نفسه». أو «جاء الأمير عينه» أو «جاء الأمير نفسه عينه» ويجوز جرّهما ب «باء» زائدة : فتقول : «جاء زيد
__________________
(١) هكذا روى النحاة هذا الحديث ومنهم الأشموني شارح الألفية وفيه مثال توكيد الاسم الظاهر ، أما الحديث كما رواه الترمذي في سننه فهو كما يلي : (أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل) وقال الترمذي : حديث حسن ، وفيه مثال التوكيد اللفظي بإعادة الجملة وفي سنن أبي داود : (أيما امرأة نكحت بغير إذن وليّها فنكاحها باطل) ثلاث مرات.
(٢) الآية «٣٥» من سورة المؤمنون «٢٣».