يجوز حذف ما علم من شرط إن كانت الأداة «إن» مقرونة ب «لا» كقول الأحوص يخاطب مطرا :
فطلّقها فلست لها بكفء |
وإلّا يعل مفرقك الحسام |
أي وإن لا تطلقها. وكذا يغني عن جواب الشّرط شرط ماض قد علم نحو : (فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ)(١) أي فافعل.
ويجب حذف الجواب إن كان الدّالّ عليه ما تقدّم ممّا هو جواب في المعنى نحو : (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(٢).
١٤ ـ إذا اجتمع شرط وقسم :
إذا اجتمع شرط وقسم استغني بجواب المتقدّم منهما عن جواب المتأخر لشدّة الاعتناء بالمتقدّم. فمثال تقدّم الشّرط «إن قدم عليّ والله أكرمه» و «إن لم يقدم والله فلن أهتمّ به» ومثال تقدّم القسم «والله إن نجح ابني لأحتفلنّ» و «الله إن لم يأت خالد إنّ أحمد ليغضب» ومثله : (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ)(٣).
(انظر رقم ٧). ويستثنى من ذلك «الشرط الامتناعي» ك «لو» و «لولا» فيجب الاستغناء بجوابه عن جواب القسم كقول عبد الله بن رواحة :
والله لو لا الله ما اهتدينا |
ولا تصدّقنا ولا صلّينا |
١٥ ـ توالي الشّرطين :
إذا توالى شرطان دون عطف ، فالجواب لأوّلهما ، والثّاني مقيّد له كالتّقييد بالحال كقوله :
إن تستغيثوا بنا إن تذعروا تجدوا |
منّا معاقل عزّ زانها كرم |
وإن تواليا بعطف ب «الواو» فالجواب لهما معا نحو «إن تكتب وإن تدرس تتقدّم» وإن تواليا بعطف ب «الفاء» فالجواب للثاني.
والثاني وجوابه جواب الأوّل نحو «إن آتك فإن أحسن إليك أنل الثّواب».
(١) جير بالكسر ـ حرف جواب بمعنى نعم قال بعض الأغفال : قالت أراك هاربا للجور من هدّة السّلطان قلت : جير. وقال سيبويه : حرّكوه لالتقاء الساكنين ، وإلّا فحكمه السكون لأنه كالصوت.
(٢) وجير : بمعنى اليمين ، يقال : جير لا أفعل كذا وقال ابن الأنباري : جير :
__________________
(١) الآية «٣٥» من سورة الأنعام «٦».
(٢) الآية «١٣٩» من سورة آل عمران «٣».
(٣) الآية «٧» من سورة إبراهيم «١٤». وقد تقدّم كلام سيبويه في هذا المعنى.