السّؤال «من» غير مقرونة بعاطف ، يجوز حكاية إعرابه ، فيقال لمن قال : «كلمت عليّا» : «من عليّا؟» بنصب «عليّا» ولمن قال : «نظرت إلى خالد» : «من خالد؟» بجر خالد ، ولمن قال : «جاء إبراهيم» «إبراهيم؟» بضم إبراهيم للحكاية ، وتبطل الحكاية في نحو «ومن عليّ؟» لأجل العاطف ، وفي نحو «من خادم محمّد؟» لانتقاء العلميّة ، وفي نحو : «من صالح المؤدّب» لوجود التّابع (١) ويستثنى من ذلك أن يكون التّابع «ابنا» مضافا إلى علم ك «رأيت محمّد بن عمرو» أو علما معطوفا ك «رأيت محمّدا وعليّا» فتحوز فيهما الحكاية ، فتقول لمن قال : «رأيت محمّد بن عمرو» : «من محمّد بن عمرو» بالنصب.
حنانيك : معناها : تحنّنا عليّ بعد تحنّن وبعبارة مفصّلة : كلّما كنت في رحمة منك وخير فلا ينقطعنّ وليكن موصولا بآخر من رحمتك. قال طرفة :
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا |
حنانيك بعض الشّرّ أهون من بعض |
ولا يستعمل مثنى إلّا في حدّ الإضافة. وهو من المصادر المثنّاة التي لا يظهر فعلها ك «لبّيك وسعديك» وكلّها ملازمة للإضافة ، ولا يتصرّف كما لم يتصرّف سبحان الله ، وأشباه ذلك.
حواليك : مثنى «حوال» ، وحوال جمع «حول» ، وحول الشيء : جانبه الذي يمكنه أن يحول إليه.
والعرب يريدون ب «حواليك» الإحاطة من كلّ وجه ، ويقسمون الجهات التي تحيط إلى جهتين كما يقال : أحاطوا به من جانبيه ، ومثله : «حوليك» إلّا أنّ هذا مثنّى لمفرد ، وذاك مثنّى لجمع وهو أبلغ في الدّلالة على الجوانب كلّها.
وكلاهما : ظرف مكان أعرب إعراب المثنى.
حيث : وقد تفتح الثّاء كما في سيبويه ، وهو في المكان ك «حين» في الزّمان ، وقد يرد للزّمان ، والغالب كونه في محلّ نصب ظرف مكان ، نحو : «اجلس حيث ينتهي بك المجلس» أو خفض ب «من» نحو : (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ)(٢).
ويقبح ابتداء الاسم بعد «حيث» إذا أوقعت الفعل على شيء من سببه ، ـ أي إذا كان في الفعل ضمير يعود على الاسم ـ والنصب في الاسم هو القياس تقول : «حيث زيدا تجده فأكرم أهله».
__________________
(١) وهذه الأمثلة التي اختلت شروطها ، حركاتها إعرابية ، لا للحكاية.
(٢) الآية «١٤٩» من سورة البقرة «٢».