الخبر بعد «لو لا» مطلقا ، بناء على أنه لا يكون إلّا كونا مطلقا ، وأوجبوا جعل الكون الخاصّ مبتدأ فيقال في : «لو لا زيد سالمنا ما سلم» لو لا مسالمة زيد إيّانا أي موجودة ، ولحّنوا المعري ، وقالوا : الحديث مرويّ بالمعنى (١).
(د) أن يغني عن الخبر حال لا تصحّ أن تكون خبرا نحو «مدحي العالم عاملا» (٢) (أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد) «أحسن كلام الرّجل متأنيا» التقدير : مدحي العالم إذ كان (٣) أو إذا كان عاملا وكذا الباقي ... ولا يغني الحال عن الخبر إلّا إذا كان المبتدأ مصدرا مضافا لمعموله كالمثال الأوّل أو أفعل التفضيل مضافا لمصدر مؤوّل كالمثال الثاني أو صريح كالمثال الثالث ، فلا يجوز : مدحي العالم مفيدا بالنصب لصلاحية الحال للخبرية ، فالرفع هنا واجب وشذّ قولهم : «حكمك مسمّطا» (٤).
١٤ ـ تعدّد الخبر :
الأصحّ جواز تعدّد الخبر لفظا ومعنى لمبتدأ واحد نحو «عليّ حافظ شاعر كاتب راوية أديب» ومثله قوله تعالى : (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ)(٥).
والذي يمنع جواز تعدّد الخبر يقدّر «هو» للثاني والثالث من الأخبار ، وليس من تعدّد الأخبار. قول طرفة :
يداك يد خيرها يرتجى |
وأخرى لأعدائها غائظة |
لأنّ «يداك» في قوّة مبتدأين لكلّ منهما خبر ولا نحو قولهم : «الرّمّان حلو حامض» لأنّهما بمعنى خبر واحد ، تقديره «مزّ» ولهذا يمتنع العطف ، وإن توسّط المبتدأ بينهما ، أي نحو حلو الرّمّان حامض».
خبّر : من الأفعال التي تتعدّى إلى ثلاثة مفاعيل على ما قاله الفرّاء تقول : «خبّرته الوعد آتيا».
ومنه قول الشاعر :
وخبّرت سوداء الغميم (٦) مريضة |
فأقبلت من أهلي بمصر أعودها |
__________________
(١) مر قريبا الحديث والتعليق عليه.
(٢) مدحي مبتدأ ، وهو مصدر مضاف إلى فاعله و «العالم» مفعوله و «عاملا» حال من العالم ، وهذه الحال لا تصح خبرا إذ لا يقال : مدحي عامل ، فالخبر ظرف زمان متعلق بمحذوف والتقدير : حاصل إذ كان عاملا.
(٣) التقدير ب «إذ» عند إرادة المضي وب «إذا» عند إرادة الاستقبال.
(٤) قاله قوم لرجل حكّموه وأجازوا حكمه ومعناه : نافذ مثبت والقياس رفعه لصلاحيته للخبرية ولكنه نصب على الحال ، وعلى النصب الخبر محذوف ، التقدير : حكمك لك مثبتا.
(٥) الآيتان ١٤ ـ ١٥ من سورة البروج «٨٥».
(٦) الغميم : موضع من بلاد غطفان.