باب الذّال
ذا الإشاريّة : (= اسم الإشارة ٢).
ذا الموصولة : يقول سيبويه : هذا باب إجرائهم «ذا» وحده بمنزلة الذي وليس يكون كالذي إلّا مع «ما ومن» في الاستفهام فيكون ذا بمنزلة الذي ويكون «ما» حرف استفهام ، وإجراؤهم إيّاه مع «ما» بمنزلة اسم واحد (١).
أمّا إجراؤهم «ذا» بمنزلة الذي فهو قولك : «ماذا رأيت؟» فيقول : متاع حسن أي على البدلية من ما : المبتدأ» وذا : خبره ؛ قال لبيد بن ربيعة :
ألا تسألان المرء ماذا يحاول |
أنحب فيقضى أم ضلال وباطل |
وأمّا إجراؤهم إيّاه ـ أي ذا ـ مع ما الاستفهامية ـ بمنزلة اسم واحد فهو قولك : «ماذا رأيت؟» (٢). فتقول : خيرا ؛ كأنك قلت : ما رأيت؟ أي جعلت «ماذا» كلها استفهاما ـ ومثل ذلك قولهم : ماذا ترى؟ فتقول : خيرا ، وقال جلّ ثناؤه : (ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً)(٣). ولو كان «ذا» لغوا لما قالت العرب : عماذا تسأل؟ ولقالوا : عمّ ذا تسأل كأنهم قالوا : عمّ تسأل ، ولكنهم جعلوا «ما وذا» اسما واحدا (٤) كما جعلوا ما وإن حرفا واحدا حين قالوا : إنّما.
ومثل ذلك : كأنّما وحيثما في الجزاء.
ومثل «ماذا» من ذا في جميع ما تقدّم. غير أنّ من ذا للعاقل ، وماذا لغير العاقل.
ذا : بمعنى صاحب.
(انظر الأسماء الخمسة).
__________________
(١) أي إما أن تكون «ما» اسم استفهام وذا اسم موصول : أو تكون «ماذا» كلها اسم استفهام فهذان قسمان.
(٢) فتكون ماذا مفعول رأيت ، وخيرا بدل منه.
(٣) الآية «٣٠» من سورة النحل «٢٧».
(٤) لا يرى سيبويه : أن «ذا» ملغاة في جعلها مع ما استفهاما بل يرى أنّ «ماذا» كلّها استفهام لا ما وحدها وذا ملغاة كما لا تكون ذا بمعنى الذي دائما ألبتة.