الصّفة المشبّهة (١) وإعمالها :
١ ـ تعريفها :
هي الصّفة المشبّهة باسم الفاعل فيما عملت فيه ، ولم تقو أن تعمل عمله. وذلك لأنّها ليست في معنى الفعل المضارع ، فإنما شبّهت بالفاعل فيما عملت فيه ، وإنما تعمل فيما كان من سببها معرّفا بالألف واللام. أو نكرة لا تجاوز هذا ، والإضافة فيها أحسن وأكثر ، والتّنوين عربيّ جيّد ، فالمضاف قولك : «هذا حسن الوجه» فالظّاهر أنّ الحسن لهذا ، ولكنّ الوجه فاعل بالمعنى (٢) ، ومن ذلك قولهم : «هو أحمر بين العينين». و «هو جيّد وجه الدار» ومما جاء منوّنا قول زهير :
أهوى لها أسفع الخدّين مطّرق |
ريش القوادم لم تنصب له الشّبك (٣) |
٢ ـ مشاركة الصفة المشبّهة اسم الفاعل :
تشارك الصّفة المشبّهة اسم الفاعل في الدّلالة على الحدث وفاعله والتّذكير والتأنيث والتّثنية والجمع ، وشرط الاعتماد إذا تجرّدت من «أل».
(انظر اسم الفاعل).
٣ ـ اختصاص الصّفة المشبّهة عن اسم الفاعل :
تختصّ الصّفة المشبّهة بسبعة أمور :
(١) أنها تصاغ من اللّازم دون المتعدّي ك «حسن» و «جميل» واسم الفاعل يصاغ منهما ك : «قائم» و «فاهم».
(٢) أنها للزّمن الماضي المتّصل بالحاضر الدّائم ، دون الماضي المنقطع والمستقبل ، واسم الفاعل لأحد الأزمنة الثلاثة.
(٣) أنّها تكون مجارية للمضارع في حركاته وسكناته ك «طاهر القلب» و «مستقيم الرّأي» و «معتدل القامة» وتكون غير مجارية له وهو الغالب في
__________________
(١) إنما سمّيت صفة مشبهة ، لشبهها باسم الفاعل ووجه الشبه أنها تدل على حدث ومن قام به وأنها تؤنث وتجمع مثله ، ولذلك نصب ما بعدها على التّشبيه بالمفعول به وكان حقّها ألّا تعمل ، لدلالتها على الثبوت ولكونها مأخوذة من فعل قاصر.
(٢) إنما سمي فاعلا بالمعنى لأن الصفة لا تضاف إليه إلّا بعد تحويل الإسناد عنه إلى ضمير الموصوف فإذا قلت : «عليّ طاهر الدّخلة» ففاعل طاهر ضمير يعود إلى علي ، وأضيف إلى الدخلة وإن كانت الدخلة في الأصل هي الفاعل فبقي لها أنها فاعل في المعنى ولكنها مضاف إليه في اللفظ.
(٣) يصف صقرا انقصّ على قطاة ، والأسفع : الأسود ، ومطرّق : متراكب الرّيش ، والقوادم : جمع قادمة وهي ريش مقدّم الجناح.