في أوّل المضارع. ويجب هذا التّأنيث في ثلاث مسائل :
(إحداها) أن يكون الفاعل ضميرا متّصلا لغائبة ، حقيقيّة التّأنيث أو مجازيّته (١) ، فالحقيقية ك «فاطمة تعلّمت أو تتعلّم» ، والمجازيّة نحو : «الشّجرة أثمرت أو تثمر» (٢).
ويجوز ترك تاء التّأنيث في الشّعر مع اتصال الضّمير إن كان التّأنيث مجازيّا كقول عامر الطائي :
فلا مزنة ودقت ودقها |
ولا أرض أبقل إبقالها (٣) |
ومثله قول الأعشى :
فإمّا تريني ولي لمّة |
فإنّ الحوادث أودى بها (٤) |
(الثانية) أن يكون الفاعل ظاهرا متّصلا ، حقيقيّ التّأنيث (٥) نحو : (إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ)(٦). وإنّما جاز في فصيح الكلام نحو : «نعم المرأة» و «بئس المرأة» لأنّ المراد بالمرأة فيها الجنس ، وسيأتي أنّ الجنس يجوز فيه الوجهان.
(الثّالثة) أن يكون ضمير جمع تكسير لمذكّر غير عاقل نحو «الأيّام بك ابتهجت ، أو ابتهجن». أو ضمير جمع سلامة أو تكسير لمؤنّث نحو «الهندات أو الهنود فرحت أو فرحن».
ويجوز التّأنيث في أربعة مواضع :
(أحدها) أن يكون الفاعل اسما ظاهرا مجازيّ التّأنيث نحو «أثمر الشّجرة أو أثمرت الشّجرة» أو حقيقيّ التأنيث ، وفصل من عامله بغير «إلّا» نحو سافر أو سافرت اليوم فاطمة» ومنه قول الشاعر :
إنّ امرءا غرّه منكنّ واحدة |
بعدي وبعدك في الدنيا لمغرور |
ومنه قول العرب «حضر القاضي اليوم امرأة» والتّأنيث أكثر.
(الثاني) أن يكون جمع تكسير (٧)
__________________
(١) المراد بحقيقي التأنيث ما له آلة التأنيث والمجازي بخلافه.
(٢) بخلاف الضمير المنفصل نحو «ما قام إلا هي» و «شجرة اللوز ما أثمر إلّا هي» فتذكير الفعل واجب في النثر وجائز في الشعر وسيأتي في امتناع التأنيث.
(٣) القياس : أبقلت ، لأنّ الفاعل ضمير مؤنث متصل ، ولكن حذف التاء للضرورة ، يصف الشاعر : سحابة ، وأرضا نافعتين ، و «المزنة» السّحابة البيضاء و «ودق المطر» قطر «وأبقلت الأرض» خرج بقلها.
(٤) القياس : أودت لأنّ الفاعل ضمير متصل ، لكنه حذف التاء ضرورة و «اللّمة» الشعر الذي يجاوز شحمة الأذن «أودى بها» أهلكها.
(٥) مفردا أو مثنى أو جمع مؤنث سالما.
(٦) الآية «٣٥» من سورة آل عمران «٣».
(٧) يعامل معاملة هذا الجمع : اسم الجمع ك «قوم» و «نساء» واسم الجنس ك «شجر» و «بقر».