فممّا جاء على معنى وقع قول الشاعر وهو مقّاس العائذيّ :
فدى لبني ذهل بن شيبان ناقتي |
إذا كان يوم ذو كواكب أشهب |
أي إذا وقع أو وجد.
كان النّاقصة وأخواتها :
١ ـ تعريفها :
هي أفعال ناقصة لا يتمّ بها مع مرفوعها كلام ، وليس ل «كان» الناقصة إلّا الإخبار عن الوقوع أو عدمه فيما مضى.
٢ ـ حكمها :
ترفع المبتدأ غير اللّازم للتّصدير (١) تشبيها بالفاعل ويسمّى اسمها ، وتنصب خبره (٢) تشبيها بالمفعول ويسمّى خبرها.
ولا يصحّ في اسم كان وأخواتها إلّا أن يكون معرفة ، إلّا في حالة النّفي فتخبر عن النكرة بنكرة ، حيث تريد أن تنفي أن يكون في مثل حاله شيء أو فوقه ، لأنّ المخاطب قد يحتاج إلى أن تعلمه ، مثل هذا كما يقول سيبويه ، وذلك قولك : «ما كان أحد مثلك» و «ما كان أحد خيرا منك». ٣ ـ أقسامها : ثلاثة :
(أحدها) : ما يعمل هذا العمل مطلقا وهي ثمانية «كان ، أمسى ، أصبح ، أضحى ، ظلّ ، بات ، صار (٣) ، ليس ، (انظر كل كلمة في حرفها).
(الثاني) : ما يعمل عمل كان بشرط أن يتقدّمه نفي ، أو نهي ، أو دعاء ، وهو
__________________
(١) كأسماء الاستفهام إلّا ضمير الشأن.
(٢) غير الطلبي والإنشائي.
(٣) ومثل «صار» في العمل ما وافقها في المعنى من الأفعال ، وذلك عشرة ، وهي : آض ، رجع ، عاد ، استحال ، قعد ، حار ، ارتدّ ، تحوّل ، غدا ، راح ففي الحديث : «لا ترجعو بعدي كفّارا» وفي القرآن الكريم : (فَارْتَدَّ بَصِيراً) وقول الشاعر :
وكان مضلّي من هديت برشده |
فلله مغو عاد بالرشد آمرا |
وفي الحديث : «فاستحالت غربا» أي دلوا عظيمة ، ومن كلام العرب «أرهف شفرته حتى قعدت كأنها حربة» ويرى ابن الحاجب أنه لا يطّرد عمل «قعد» هذا في العمل إلا إذا كان الخبر مصدّرا ب «كأن» ، وقال تعالى : (أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً) وقال امرؤ القيس :
وبدّلت قرحا داميا بعد صحّة |
فيا لك من نعمى تحوّلن أبؤسا |
وفي الحديث «لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا».
هذا وقد استعمل كان وظلّ وأضحى وأصبح وأمسى بمعنى «صار» كثيرا نحو (وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً) ونحو (ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) وقوله :
ثم أضحوا كأنّهم ورق جفّ |
ف فألوت به الصّبا والدّبور |