الشر أكثر من بغضه للفاسق ، ويبغضه الفاسق أكثر من بغضه لغيره.
وإن كان من متعدّ لنفسه دالّ على علم عدّي بالباء نحو «محمد أعرف بي ، وأنا أعلم به». وإن كان غير ذلك عدّي باللّام نحو «هو أطلب للثّأر وأنفع للجار» وإن كان من متعدّ بحرف جرّ عدّي به لا بغيره نحو «هو أزهد في الدنيا ، وأسرع إلى الخير» و «أبعد من الذنب» و «أحرص على المدح» و «أجدر بالحلم» و «أحيد عن الخنى» (١) ولفعل التّعجّب من هذا الاستعمال ، ما لأفعل التفضيل نحو «ما أحبّ المؤمن لله وما أحبّه إلى الله» إلى آخر هذه الأمثلة.
اسم الجمع : هو ما ليس له واحد من لفظه ، وليس على وزن خاصّ بالجموع أو غالب فيها ك «قوم» و «رهط» و «نفر» و «بشر» و «إبل» أو له واحد لكنه مخالف لأوزان الجموع ك «ركب» بالنسبة ل «راكب» و «صحب» بالنسبة ل «صاحب» أو له واحد موافق لأوزان الجموع لكنّه مساو للواحد في التذكير ك «غزيّ» (٢) اسم جمع «غاز» أو مساو للواحد في النّسب نحو «ركاب» اسم جمع «ركوبة» وقالوا : «ركابيّ» (٣) في النسب.
واسم الجمع مفرد اللّفظ مجموع المعنى ، بدليل جواز تصغيره على صيغته ، واسم الجمع لغير الآدميين لم يكن إلّا مؤنّثا ك «إبل» و «غنم» تقول : «هذه إبلي» و «راحت غنمي».
ويختلف اسم الجمع عن جمع التكسير من وجوه :
الإشارة إلى اسم الجمع ب «هذا» إعادة ضمير المفرد إليه.
أن يكون خبرا عن هو.
أن يصغّر بنفسه ، ولا يردّ إلى مفرد.
عدم استمرار البنية في جمع التكسير.
اسم الجنس : اسم وضع للماهيّة بلا قيد أصلا من حضور وغيره ، وإن لزمه الحضور الذّهني فلتعذّر الوضع للمجهول ولكنه لم يقصد فيه.
والفرق بين اسم الجنس وعلم الجنس (٤) وعلم الشخص (٥) أنّ علم الجنس للماهيّة بقيد الحضور ، لا بقيد الصّدق على كثيرين. تقول : أسامة أقوى
__________________
(١) الخنى : الفحش.
(٢) أما غزّى : فهو جمع غاز.
(٣) يقولون : زيت ركابي : منسوب إلى الركاب أي الإبل لأنه يحمل من الشام عليها.
(٤) انظر علم الجنس.
(٥) انظر العلم.