جاز : (لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً)(١) أي ثمّ كان ، وتنفرد «لمّا» عن «لم» بأمور.
(انظر لمّا).
لِمَ : بكسر اللام وفتح الميم ، يستفهم به وأصله «ما» وصلت بلام الجرّ فوجب حذف الألف ولك أن تدخل عليها هاء السّكت ، فتقول : «لمه».
لمّا : تأتي : استثنائيّة ، وجازمة ، وظرفيّة بمعنى حين.
لمّا الاستثنائيّة : قد تكون «لمّا» حرف استثناء بمعنى «إلّا» فتدخل على الجملة الاسميّة نحو : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ)(٢) أي إلّا عليها حافظ ، وعلى الماضي لفظا لا معنى نحو : «أنشدك الله لمّا فعلت». أي ما أسألك إلّا فعلك.
لمّا الجازمة : تختصّ بالمضارع فتجزمه وتشترك مع «لم» بالحرفيّة والنّفي والجزم والقلب للمضيّ ، وجواز دخول همزة الاستفهام عليهما ، وتنفرد «لمّا» الجازمة بخمسة أمور :
(أ) جواز حذف مجزومها والوقف عليها في الاختيار نحو «قرب خالد من المدينة ولمّا» أي ولمّا يدخلها بعد.
(ب) جواز توقّع ثبوت مجزومها نحو : (بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ)(٣) ، أي إلى الآن ما ذاقوه ، وسوف يذوقونه ، ومن ثمّ امتنع أن يقال : «لمّا يجتمع الضّدّان» لأنهما لا يجتمعان أبدا.
(ج) وجوب اتّصال نفي منفيّها إلى النطق كقول الممزّق العبدي :
فإن كنت مأكولا فكن خير آكل |
وإلّا فأدركني ولمّا أمزّق |
(د) أنّها لا تقترن بأداة الشّرط لا يقال : «إن لمّا تقم» ويقال : «إن لم» وفي القرآن الكريم (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ)(٤).
لمّا الحينيّة : (٥) وهي الظّرفيّة ، وتختصّ بالماضي ، ويكون جوابها فعلا ماضيا ، نحو : (فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ)(٦). أو جملة اسميّة مقرونة ب «إذا» الفجائيّة نحو : (فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ)(٧) أو بالفاء
__________________
(١) الآية «١» من سورة الدهر «٧٦».
(٢) الآية «٤» من سورة الطارق «٨٦».
(٣) الآية «٨» من سورة ص «٣٨».
(٤) الآية «٦٩» من سورة المائدة «٥».
(٥) ومن النحاة من جعل الظرفية أو الحينية هذه حرف وجود لوجود وتعصّب لهذا الرأي ابن هشام ودلّل عليه في كتابه «شرح قطر النّدى».
(٦) الآية «٦٧» من سورة الإسراء «١٧».
(٧) الآية «٦٥» من سورة العنكبوت «٢٩».