الرابع : أن يكون «ماذا» كلّه اسم جنس بمعنى شيء أو موصولا بمعنى الذي على خلاف في تخريج قول المثقّب العبدي :
دعي ماذا علمت سأتّقيه |
ولكن بالمغيّب نبّئيني |
فالجمهور على أنّ «ماذا» كلّه مفعول «دعي» في البيت ، ثمّ اختلفوا فقال بعضهم : موصول بمعنى الذي ، وقال آخرون : نكرة بمعنى شيء.
ما الإبهاميّة : هي التي إذا اقترنت باسم نكرة أبهمته وزادته شياعا وعموما نحو «أعطني كتابا ما» أمّا قولهم «أعطني أيّ كتاب» ، فخطأ : إذ لا تصلح أيّ هنا لا للاستفهام ، ولا للموصول.
ما التّعجبيّة :
(انظر التعجّب ٣).
ما الحجازيّة :
١ ـ التّعريف بها وتسميتها :
«ما» الحجازية هي من المشبّهات ب «ليس» في النّفي وتعمل عملها وهو رأي البصريين (١) وإنما سمّيت حجازيّة لأنّ الحجازيّين أعملوها ، في النّكرة ، والمعرفة ، وبلغتهم جاء التّنزيل قال تعالى : (ما هذا بَشَراً)(٢) ، (ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ)(٣).
٢ ـ شروط إعمالها :
تعمل «ما» الحجازية بأربعة شروط :
(أحدها) ألّا يقترن اسمها ب «إن» الزّائدة وإلّا بطل عملها كقوله :
بني غدانة ما إن أنتم ذهب |
ولا صريف ولكن أنتم خزف (٤) |
(الثاني) ألّا ينتقض نفي خبرها ب «إلّا» ولذلك وجب الرفع في قوله تعالى :
(وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ)(٥) ، (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ)(٦) ، (ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا)(٧) فأمّا قوله :
وما الدّهر إلا منجنونا بأهله |
وما صاحب الحاجات إلّا معذّبا (٨) |
__________________
(١) أما الكوفيون فلم يعملوها ، وما بعدما عندهم مبتدأ والاسم بعده خبر ، كما أهملوا ليس حملا عليها ، فقالوا : ليس الطيب إلا المسك ، وأصلهم أن التميميين أهملوهما.
(٢) الآية «٣١» من سورة يوسف «١٢».
(٣) الآية «٣» من سورة المجادلة «٥٨».
(٤) برفع «ذهب» على الإهمال ، ورواية ابن السكيت «ذهبا» بالنصب ، وتخرّج على أن «إن» النّافية مؤكدة ل «ما» لا زائدة ، و «غدانة» هي من يربوع ، «الصّريف» الفضة الخالصة «الخزف» كلّ ما عمل من طين وشوي بالنّار حتى يكون فخارا.
(٥) الآية «٥٠» من سورة القمر «٥٤».
(٦) الآية «١٤٤» من سورة آل عمران «٣».
(٧) الآية «١٥» من سورة يس «٣٦».
(٨) «المنجنون» الدّولاب التي يستقى بها الماء والمعنى : وما الزّمان بأهله إلا كالدولاب تارة يرفع وتارة يضع.