مقدّما ، والمرفوع بعده مبتدأ مؤخّرا.
٣ ـ الرافع للمبتدأ :
يرتفع المبتدأ بالابتداء ، وهو التّجرّد عن العوامل اللّفظيّة للإسناد ، والخبر يرتفع بالمبتدأ (١).
٤ ـ مسوّغات الابتداء بالنّكرة :
الأصل في المبتدأ أن يكون معرفة ، ولا يكون نكرة إلّا إذا حصلت بها فائدة ، وتحصل الفائدة بأحد أمور يسمّونها المسوّغات ، وقد أنهاها بعض النّحاة إلى نيّف وثلاثين مسوّغا وترجع كلّها إلى «العموم والخصوص» نذكر هنا معظمها :
(١) أن يتقدّم الخبر على النّكرة ـ وهو ظرف أو جارّ ومجرور ـ نحو «في الدّار رجل» و «عندك كتاب».
(٢) أن يتقدّم على النّكرة استفهام نحو «هل شجاع فيكم» ونحو : (أَإِلهٌ مَعَ اللهِ)(٢).
(٣) أن يتقدّم عليها نفي نحو «ما خلّ لنا».
(٤) أن توصف نحو «رجل عالم زارنا» ونحو : (وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ)(٣). وقد تحذف الصّفة وتقدّر نحو : (وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ) أي طائفة من غيركم بدليل : (يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ)(٤).
(٥) أن تكون النكرة عاملة نحو : «رغبة في الخير خير».
(٦) أن تكون مضافة نحو «عمل برّ يزين صاحبه».
(٧) أن تكون شرطا نحو «من يسع في المعروف يحبّه النّاس».
(٨) أن تكون جوابا نحو أن يقال : «من عندك؟» فتقول : «رجل» التّقدير : عندي رجل.
(٩) أن تكون عامّة نحو «كلّ يموت».
(١٠) أن يقصد بها التّنويع أو التّقسيم كقول امرىء القيس :
فأقبلت زحفا على الرّكبتين |
فثوب نسيت وثوب أجرّ |
فثوب مبتدأ ، ونسيت خبره.
(١١) أن تكون دعاء نحو : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ)(٥) أو نحو : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ)(٦).
(١٢) أن يكون فيها معنى التّعجّب
__________________
(١) وعند الكوفيين : يرفع كل منهما الآخر.
(٢) الآية «٦٠ ـ ٦٤» من سورة النمل «٢٧».
(٣) الآية «٢٢١» من سورة البقرة «٢».
(٤) الآية «١٥٤» من سورة آل عمران «٣».
(٥) الآية «١٣٠» من سورة الصافات «٣٧».
(٦) الآية «١» من سورة المطففين «٨٣».