(٢) وصف أفعل إذا كان نكرة أو معرفة لم ينصرف في معرفة ولا نكرة ، وذلك لأنّها أشبهت الأفعال : مثل : أذهب وأعلم.
وإنما لم ينصرف إذا كان صفة وهو نكرة فذلك لأنّ الصّفات أقرب إلى الأفعال ، فاستثقلوا التّنوين فيه كما استثقلوه في الأفعال ، وذلك نحو :
أخضر ، وأحمر ، وأسود وأبيض ، وآدر.
فإذا صغّرته قلت : أخيضر وأحيمر ، وأسيود ، فهو على حاله قبل أن تصغّره من قبل أن الزيادة التي أشبه بها الفعل ثابتة مع بناء الكلمة ، وأشبه هذا مع الفعل : ما أميلح زيدا.
(٣) أفعل إذا كان اسما
فما كان من الأسماء أفعل ، فنحو : أفكل (١) وأزمل (٢) وأيدع (٣) ، وأربع ، لا تنصرف في المعرفة ، لأن المعارف أثقل ، وانصرفت في النّكرة لبعدها من الأفعال ، وتركوا صرفها في المعرفة حيث أشبهت الفعل ، لثقل المعرفة عندهم. وأمّا أوّل فهو على أفعل ، يدلّك على أنّه غير مصروف قولهم : هو أوّل منه ، ومررت بأوّل منك ويشترط في الصّفة على وزن «أفعل» ألّا يقبل التاء ، إمّا لأن مؤنّثه فعلاء ك أحمر وحمراء. أو «فعلى» ك «أفضل وفضلى» أو لكونه لا مؤنّث له مثل «آدر» للمنتفخ الخصية.
أما إن كان وزن أفعل مما يقبل التاء فلا يمنع من الصرف كرجل أرمل وامرأة أرملة.
وألفاظ «أبطح وأجرع وأبرق وأدهم وأسود وأرقم» (٤) لا تصرف في معرفة ولا نكرة لم تختلف في ذلك العرب كما يقول سيبويه لأنّها في الأصل وضعت صفات ، والاسميّة طارئة عليها.
أمّا ألفاظ «أجدل» اسم للصّقر و «أخيل» لطائر ذي خيلان (٥). و «أفعى» فهي مصروفة في لغة الأكثر ، لأنها أسماء في الأصل والحال.
__________________
(١) الأفكل : الرّعدة.
(٢) الأزمل : كل صوت مختلط.
(٣) الأيدع : الزعفران.
(٤) الأبطح : المنبطح من الوادي ، الأجرع : المكان المستوى والأبرق : المكان الذي فيه لونان ، والأدهم : القيد ، والأسود : الحية السوداء ، والأرقم : الحية التي فيها نقط سود وبيض.
(٥) خيلان : بكسر الخاء المعجمة جمع خال : وهو النّقط المخالفة لبقية البدن ، والعرب تتشاءم بأخيل فتقول : «هو أشأم من أخيل» ، ويجمع على «أخايل».