بالفتحة أيضا نيابة عن الكسرة من غير تنوين ، إلّا إن أضيف نحو : (فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)(١) أو دخلته «أل» معرفة كانت نحو : (وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ)(٢). أو موصولة كأل في «وهنّ الشّافيات الحوائم» أو زائدة كقول ابن ميّادة يمدح الوليد بن يزيد :
رأيت الوليد بن «اليزيد» مباركا |
شديدا بأعباء الخلافة كاهله |
بخفض اليزيد لدخول «ال» الزّائدة عليه ـ فإنه يعرب بالضمّة رفعا وبالفتحة نصبا وبالكسرة جرّا.
من الاستفهاميّة : نحو : (مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا)(٣). وإذا قيل : «من يفعل هذا إلّا زيد» فهي «من» الاستفهاميّة أشربت معنى النّفي ، ومنه : (وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ)(٤). وإذا دخل عليها حرف الجر لم يغيّرها ، تقول «بمن تمرّ؟».
وإذا قيل : رأيت زيدا ، فتقول مستفهما : من زيدا؟ وإذا قيل مررت بزيد ، تقول : من زيد؟ وإذا قيل : هذا عبد الله تقول : من عبد الله؟ وهذا قول أهل الحجاز حملوه على الحكاية ، يقول سيبويه : وسمعت عربيّا مرّة يقول لرجل سأله : أليس قرشيّا فقال : ليس بقرشيّا ، وأمّا بنو تميم فيرفعونه على كلّ حال ، يقول سيبويه : وهو أقيس القولين.
من وتثنيتها وجمعها إذا كنت مستفهما عن نكرة :
تثنّى «من» الاستفهامية ، وذلك إذا كنت مستفهما عن نكرة ، تقول : «رأيت رجلين» فتقول : منين؟ كما تقول : أيّين؟ وأتاني رجلان ، فتقول : منان؟ ، وأتاني رجال فتقول : منون؟ وإذا قلت : رأيت رجالا ، فتقول : منين؟ كما تقول : أيّين. وإذا قال : رأيت امرأة ، قلت : منه؟ كما تقول : أيّة. وإن قال : رأيت امرأتين ، قلت : منين؟ كما قلت : أيّتين ، فإن قال : رأيت نساء ، قلت : منات؟ كما قلت : أيّات. إلّا أنّ الواحد يخالف أيّا في موضع الجرّ والرّفع ، وذلك قولك «أتاني رجل» فتقول : منو؟ وتقول : مررت برجل ، فتقول : مني؟.
من : من أدوات الجزاء ، ولا تكون إلا للعاقل نحو قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً)(٥) فإن أردت بها غير
__________________
(١) الآية «٢» من سورة الطلاق «٦٥».
(٢) الآية «٤٣» من سورة الرعد «١٣».
(٣) الآية «٥٢» من سورة يس «٣٦».
(٤) الآية «١٣٥» من سورة آل عمران «٣».
(٥) الذروة : أراد به الرأس ، وحفافا كل شيء جانباه.