حرف جرّه وهو «من» وقول كعب بن زهير :
لا تركننّ إلى الأمر الذي ركنت |
أبناء يعصر حين اضطرّها القدر (١) |
أي الّذي ركنت إليه. وظاهر استيفاء الشروط. بالمثالين فقد حذف العائد مع حرفه الّذي هو مثل الحرف الدّاخل على الموصول والفعلان متّفقان لفظا ومعنى : يشرب وتشربون ، وتركننّ وركنت في البيت ، ومتعلّق الجارّين واحد.
الموصول الحرفي :
١ ـ تعريفه :
هو كلّ حرف أوّل مع صلته بمصدر ، ولم يحتج إلى عائد.
٢ ـ حروفه ستة :
(١) «أن» وتوصل بالفعل المتصرف ماضيا كان أو مضارعا أو أمرا نحو : (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ)(٢). (انظر أن).
(٢) «أنّ» وتؤوّل بمصدر خبرها مضافا لاسمها إن كان مشتقّا وتؤوّل ب «الكون» إن كان جامدا أو ظرفا نحو «أيسرّك أني أتيتك» التقدير : أيسرك إتياني إليك وتقول : «بلغني أنّ هذا عليّ» التقدير : بلغني كونه عليّا (انظر أنّ).
(٣) «ما» سواء أكانت مصدريّة ظرفيّة أم غير ظرفيّة ، وتوصل بالماضي والمضارع المتصرّفين ، وبالجملة الاسميّة ، ويقلّ وصلها بالجامد ، ويمتنع بالأمر نحو : (بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ)(٣) أي بنسيانهم.
والمصدريّة الظّرفية نحو «أنا مقيم ما أقمت». أي أنا مقيم مدّة إقامتك.
(٤) «كي» وتوصل بالمضارع فقط بشرط أن تدخل عليها اللّام لفظا أو تقديرا نحو : لكيلا يكون على المؤمنين حرج (٤) التقدير : لعدم كون حرج على المؤمنين (انظر كي).
(٥) «لو» ولا تقع غالبا إلّا بعد ما يفيد التّمني نحو ودّ وحبّ ، وتوصل بالماضي والمضارع المتصرّفين نحو : (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ)(٥) التّقدير : يودّ تعمير ألف سنة. (انظر لو).
(٦) «الذي» وهي أكثر ما تكون موصولا اسميّا ، وقد تكون موصولا حرفيا نحو قوله تعالى : (وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا)(٦) ، التقدير : وخضتم
__________________
(١) الأمر هنا : هو فرارهم من القتال ، ويعصر : أبو قبيلة من باهلة.
(٢) الآية «١٨٤» من سورة البقرة «٢».
(٣) الآية «٢٦» من سورة ص «٣٨».
(٤) الآية «٣٧» من سورة الأحزاب «٣٣».
(٥) الآية «٩٦» من سورة البقرة «٢».
(٦) الآية «٧٠» من سورة التوبة «٩».
وهذا على قول من جعلها موصولا خرفيا ، وإلا فالأصل أن تكون موصولا اسميا ، والتقدير : كالذي خاضوا فيه.