عمرا العالم» و «نظرت إلى هند المباركة» ، وأمّا إتباعه في التّذكير والتأنيث فالنعت يكون مذكّرا إذا كان المنعوت مذكّرا ، وإذا كان المنعوت مؤنّثا كان النعت مؤنّثا ، وبهذا نفهم قول بعض المتأخّرين بأنّه يجب أن يوافق النّعت الحقيقي منعوته في أربعة من عشرة. واحد : من الرفع والنصب والجرّ ، وواحد من الإفراد والتثنية والجمع ، وواحد من التّذكير والتأنيث ، وواحد من التعريف والتنكير.
٦ ـ ما لا يوافق فيه النعت منعوته في التأنيث والتثنية والجمع :
هو ما يستوي فيه المذكّر والمؤنّث ، ك «المصدر» غير الميمي ، وصيغتي «فعول» و «فعيل» و «أفعل» التّفضيل ، فهذه لا تطابق منعوتها في التأنيث والتثنية والجمع ، بل تلزم الإفراد ، والتّذكير ، تقول : «جاءني رجل أو امرأة أو امرأتان أو رجلان أو نساء أو رجال عدل ، أو صبور ، أو جريح ، أو أفضل من غيره».
وكذلك نعت جمع ما لا يعقل ، فإنّها تعامل معاملة المؤنّثة المفردة أو جمع المؤنّث نحو : (إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً)(١) و (فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ)(٢).
٧ ـ ما يتبع به النّعت السّببيّ منعوته :
قدّمنا في تعريف النّعت : أنّه الذي يكمل متبوعه بدلالته على معنى فيه ، أو فيما له تعلّق به ، والذي يدلّ على معنى فيه هو الحقيقي ، وقد قدّمناه ، والذي له تعلّق به هو السّببي ، وهنا الكلام عليه ، وشرط النّعت السّببي أن يتبع منعوته في اثنين واحد من الرّفع والجرّ والنّصب وواحد من التّعريف والتّنكير ، ويكون مفردا دائما ، ولو كان منعوته مثنّى أو جمعا ، إلّا جمع التكسير ، فيجوز معه جمع النّعت تكسيرا ، تقول : «زرت أبا نشطاء أبناؤه» أو نشيطا أبناؤه.
ويراعى في تذكير النّعت السّببيّ وتأنيثه ما بعده ، فهي كالفعل مع الاسم الظّاهر وإن كان منعوتها خلاف ذلك تقول : «أثارت عجبي عائشة النّيّر عقلها» و «رأيت خالدا الثّابتة خطواته» و «سرّني القوم الكريم أبناؤهم» وهكذا ....
٨ ـ الأنواع التي ينعت بها :
الأنواع التي ينعت بها أربعة :
(١) المشتق ، وهو ما دلّ على حدث وصاحبه ك «رام ، ومنصور ، وحسن ، وأفضل».
__________________
(١) الآية «٨٠» من سورة البقرة «٢».
(٢) الآية «٢٠٣» من سورة البقرة «٢».