(والثاني) مرجوح وهو النّصب لاحتياجه إلى تقدير فعل موافق للمذكور ، أو مرادف له ، أو لازم محذوف وجوبا ، فما بعده لا محل له لأنه مفسّر.
وقد يعرض له ما يوجب نصبه ، أو رفعه ، أو يرجّح أحدهما ، أو يسوّي بينهما فله حينئذ خمس أحوال :
(أحدها) وجوب النّصب :
يجب نصب الاسم المتقدّم إذا وقع بعد «أداة تختصّ بالفعل كأدوات التحضيض» نحو «هلّا أخاك أكرمته».
و «أدوات الاستفهام» غير الهمزة نحو «هل المدينة رأيتها» و «متى عمرا لقيته» و «أدوات الشّرط» نحو «حيثما عليّا تلقه فأكرمه» إلّا أنّ الاشتغال لا يقع بعد أدوات الشّرط والاستفهام إلّا في الشعر إلّا إذا كانت أداة الشرط «إذا» مطلقا أو «إن» والفعل ماضيا فيقع في النثر والنظم نحو «إذا السائل لقيته أو تلقاه فتصدّق عليه» و «إن المسكين وجدته فارفق بحاله».
(الثاني) وجوب الرفع :
يجب رفع الاسم المتقدّم في موضعين (أ) أن يقع الاسم بعد أداة تختص بالدخول على المبتدأ ك «إذا» الفجائية» نحو «خرجت فإذا الجوّ ملأه الغبار» و «ليت» المقرونة ب «ما» نحو «ليتما خالد زرته» لأنّ «إذا» المفاجأة و «ليت» المكفوفة لا يليهما فعل ، ولو نصبت ما بعدهما كان على تقدير الفعل ، ولا يتأتّى ذلك. (ب) أن يقع بعد الاسم المشتغل عنه أداة لا يعمل ما بعدها فيما قبلها نحو «خالد إن علّمته يكافئك» و «مدارس العلم هلّا زرتها».
(الثاني) رجحان النّصب :
يرجح نصب الاسم المتقدم في خمسة مواضع :
(أ) أن يقع قبل فعل طلبيّ وهو «الأمر والدعاء» ولو بصيغة الخبر ، والفعل المقرون بأداة الطلب ، نحو «خليلا أرشده» و «محمدا رحمهالله» و «خالدا ليكرمه صديقه» و «محمودا لا تهمله».
وإنما وجب الرفع في نحو «محمد أكرم به». لأن الضمير في «به» محلّه الرفع لأنه في حقيقته فاعل.
(ب) أن يقع الاسم بعد أداة يغلب دخولها على الأفعال ك «همزة الاستفهام» نحو (أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ)(١).
فإن فصلت الهمزة فالمختار الرفع نحو «أأنت محمد تكلّمه» إلا في الفصل بالظرف نحو «أكلّ يوم ولدك تزجره» لأنّ
__________________
(١) الآية «٢٤» من سورة القمر «٥٤».