باب الهاء
ها : اسم فعل أمر بمعنى خذ نحو «ها كتابا» أي خذه ، ويجوز مدّ ألفها ، وتستعمل ممدودة ومقصورة بكاف الخطاب وبدونها ، فتقول : ها وهاكم ، ويجوز في الممدودة أن تستغني عن الكاف بتصريف همزتها تصاريف الكاف ، فيقال : «هاء» للمذكّر ، و «هاء» للمؤنّث ، و «هاؤما» و «هاؤم» و «هاؤنّ» ومنه قوله تعالى : (هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ)(١).
ها : حرف تنبيه وتدخل على ثلاثة :
(أحدها) الإشارة لغير البعيد نحو «هذا».
(الثاني) ضمير الرّفع المخبر عنه باسم الإشارة نحو : (ها أَنْتُمْ أُولاءِ)(٢).
(الثالث) «أيّ» في النداء نحو «يا أيّها الرّجل» وهي في هذا واجبة للتنبيه على أنّه المقصود بالنّداء.
ها للقسم : هي «ها» للتّنبيه ، ولكنّها قد تنوب في القسم عن الواو ، تقول : «لا ها الله ذا» ، وتمدّ ألف «ها» وإن كان بعدها شدّة لفظ الجلالة ، كما تلفظ «هامّة» وإن شئت قلت «لا هلله ذا» فتحذف الألف ، وتكون في موضع الواو إذا قلت : «لا والله».
وأمّا ذا فهو الشيء الذي تقسم به ، فالتقدير : «لا والله هذا ما أقسم به» فحذفت الخبر لعلم السّامع به أو «ذا» خبر لمبتدأ محذوف ، التّقدير : «الأمر ذا.
ولفظ الجلالة يجر ب «ها» كما يجرّ بواو القسم.
ها أنا ذا وفروعه : كثر استعمال «ها» للتنبيه مع ضمير رفع منفصل بشرط أن يكون
__________________
(١) الآية «١٩» من سورة الحاقة «٦٩».
(٢) الآية «١١٩» من سورة آل عمران «٣».