فقلت أجرني أبا خالد |
وإلّا فهبني امرءا هالكا |
ويقال «هبني فعلت ذلك» أي احسبني واعددني ، ولا يقال : «هب أني فعلت».
(انظر ظنّ وأخواتها).
هبّ (١) : كلمة تدلّ على الشّروع في خبرها ، وهي من النواسخ تعمل عمل كان ، إلّا أنّ خبرها يجب أن يكون جملة فعليّة من مضارع فاعله ضمير يعود على الاسم ومجرّد من «أن» المصدريّة ، ولا تعمل إلّا في حالة المضي.
هذا ذيك بمعنى كفّ : هو مصدر مثنّى لفّظا ويراد به التّكثير ، وتجب إضافته ، ومعناه : إسراعا لك بعد إسراع ، أو قطعا بعد قطع ، ويعرب مفعولا مطلقا لفعل محذوف تقديره أسرع ، وإنّما لم يقدّر فعل من جنسه لأنّه ليس له فعل من جنسه مثل : لبّيك ، قال العجّاج يمدح الحجّاج :
ضربا هذا ذيك وطعنا وخضا |
يمضي إلى عاصي العروق النّحضا (٢) |
هل :
١ ـ ماهيّتها :
حرف استفهام موضوع لطلب التّصديق (٣) الإيجابي ، دون التصوّر ودون التّصديق السّلبي ، فيمتنع نحو «هل زيد قائم أو عمرو» إذا أريد ب «أم» المتّصلة (٤) ، لأنّه تصوّر ، ويمتنع نحو «هل لم يقم زيد» لأنّه تصديق سلبيّ.
وحروف الاستفهام لا يليها في الأصل إلّا الفعل ، إلّا أنّهم قد توسّعوا فيها ، فابتدءوا بعدها الأسماء ، ألا ترى أنّهم يقولون : «هل زيد منطلق» و «هل زيد في الدّار» فإن قلت «هل زيدا رأيت» و «هل زيد ذهب» قبح ، ولم يجز إلّا في الشعر ، فإن اضطر شاعر فقدّم الاسم نصب تقول : «هل عمرا ضربته».
٢ ـ تفترق «هل» من الهمزة من عشرة أوجه :
__________________
(١) وفي اللسان : هب فلان يفعل كذا كما تقول : طفق يفعل كذا.
(٢) هذا ذيك أي هذّا بعد هذّ يعني قطعا بعد قطع ، والوخض : المشرع للقتل ، والعاصي : العرق لا يرقأ دمه ، والنّحض : اللحم المكتنز وهو منصوب على نزع الخافض وهو «في».
(٣) التصديق : إدراك النسبة ، وهل : موضوع لإدراك النسبة الإيجابية فإذا قلت «هل قدم أخوك» فأنت تسأل عن قدوم أخيه وهذا هو التصديق ، وإذا قلت «أزيد قدم أم بكر» فأنت تسأل عن أحدهما أي عن المفرد هذا هو التصور ، والمراد بالإيجابي غير المنفي كما هو معلوم ، والسلبي : المنفي.
(٤) وأما المنقطعة فهي بمعنى «بل» فلا تمنع التصديق.