خبر إنّ وكان ونحوهما ، فإنّه مسند به وليس مجرّدا عن العوامل اللفظيّة ، وإنما قال : المجرّد ، ولم يقل : الاسم المجرّد ، لأنّ خبر المبتدأ قد يكون غير اسم ، وقوله : المسند به ، احترز به عن المبتدإ الذي هو المسند إليه ، وقوله : المغاير للصّفة المذكورة ، احترز به عن الصّفة الواقعة بعد حرف الاستفهام وحرف النفي المقدّمة الذكر مع المبتدإ نحو : أقائم أخواك ، والمراد بالمغايرة للصّفة المذكورة (١) إمّا أن لا يكون صفة ك «زيد غلامك» ، أو يكون صفة ولا يكون بعد حرف النفي أو ألف الاستفهام ك «زيد قائم» ، أو يكون صفة واقعة بعد أحدهما ، ولا تكون رافعة لظاهر ، كأقائمان الزيدان.
ذكر أنّ أصل المبتدإ التقديم (٢)
الأصل أن يقدّم المبتدأ على الخبر لأنّ المبتدأ محكوم عليه وحقّ المحكوم عليه أن يكون متقدّما على المحكوم به ، ومن ثمّ جاز : في داره زيد ، لأنّ زيدا وإن كان متأخرا عن في داره لفظا فهو متقدّم تقديرا ، وامتنع أن يقال : صاحبها في الدّار ، لأنّه إضمار قبل الذكر لفظا ومعنى ، لأنّ الضمير في صاحبها يعود إلى الدّار وهو متقدّم على الدّار لفظا ومعنى ، أمّا لفظا فظاهر ، وأمّا معنى فلأنّ صاحبها مبتدأ وحقّه أن يكون متقدّما على الخبر (٣).
ذكر وجوب تقديم المبتدأ (٤)
يجب تقديم المبتدإ إذا تضمّن معنى الإنشاء نحو : من أبوك؟ وما صناعتك؟ وكذلك إذا كان الخبر فعلا للمبتدأ نحو : زيد قام ، واعلم أنه لو قال : (٥) فعلا له مفردا لكان أولى ، لئلّا يرد عليه : الزيدان قاما ، والزيدون قاموا ، فإنّ الفعل هنا
__________________
(١) غير واضحة في الأصل.
(٢) الكافية ، ٣٨٦.
(٣) شرح الوافية ، ١٧٢ وانظر شرح المفصل ، ١ / ٨٥ ، وشرح الكافية ، ١ / ٨٨.
(٤) الكافية ، ٣٨٦ ـ ٣٨٧.
(٥) في الأصل : قيل ، وفي الكافية : «أو كان الخبر فعلا له» وفي شرح الوافية ، ١٧٣ ، ومنها أن يكون الخبر فعلا له.