علمت تعديته في مثل قوله تعالى : (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ)(١).
ذكر المفعول فيه (٢)
وهو ما فعل فيه فعل مذكور من زمان أو مكان ، فيخرج نحو : يوم الجمعة مبارك ، فإنّه وإن كان يقع فيه فعل ، لكنّه غير مذكور فلا يكون مفعولا فيه ، وشرط نصبه أن تكون «في» مقدّرة فيه ، لأنّها لو كانت ملفوظة امتنع نصبه ووجب خفضه ولو لم تكن مقدّرة كان اسما صريحا ولم يكن مفعولا فيه ، وظرف الزمان معيّنا كان أو مبهما فإنّه يقبل النّصب بتقدير «في» وظرف المكان إن كان مبهما قبل النّصب بتقدير «في» خلاف المعيّن مثل : المسجد والسّوق (٣) وإنّما كان كذلك لأنّ الفعل يدلّ على الزمان الخاصّ أي المعيّن من ماض ومستقبل ، وكلّ ما دلّ على الخاصّ دلّ على العامّ لوجوب استلزام الخاصّ العامّ من غير عكس ، وأمّا المكان فالفعل يستلزم مكانا من الأمكنة مبهما ، والعامّ لا دلالة له على الخاصّ فلم يقبل تقدير «في» ، في غير المكان المبهم (٤) والمكان المبهم : هو الجهات : (٥) أمام (٦) وفوق / وتحت ويمنة ويسرة ، وكذلك ما كان بمعناها ، أو ملحقا بها كالميل والفرسخ (٧) وحمل على المكان المبهم : عند ولدى وشبههما ، لإبهامها نحو : دون ومع ، وحمل أيضا على المكان المبهم لفظ مكان في قولك : جلست مكانك مع كونه معيّنا لكثرة استعماله (٨) ، أو أنّه
__________________
(١) من الآية ١٥٥ من سورة الأعراف.
(٢) الكافية ، ٣٩٢.
(٣) المبهم من الزمان ما دل على زمن غير مقدر كحين ، والمعين ما له نهاية تحصره سواء كان معرفة أو نكرة كيوم وليلة وشهر ، والمبهم من المكان هو الذي لا صورة له ، ولا حدود معينة ، نحو : أمام ووراء ، أما المعين فهو الذي له صورة وحدود نحو : الدار والمسجد ، انظر شرح المفصل ، ٢ / ٤١ وشرح الكافية ، ١ / ١٨٤ وشرح الأشموني ، ومعه حاشية الصبان ٢ / ١٢٨ ـ ١٢٩.
(٤) شرح المفصل ، ٢ / ٤٣ وهمع الهوامع ، ١ / ١٩٥.
(٥) الكافية ، ٣٩٢.
(٦) في الأصل وأمام ، وفي شرح الوافية ٢١٥ ما نصه : وأكثر المتقدمين فسروه بالجهات الست وما في معناها مثل : فوق وتحت وأمام ووراء.
(٧) همع الهوامع ، ١ / ١٩٩.
(٨) وحذفت «في» منه تخفيفا شرح الكافية ، ١ / ١٨٤ ـ ١٨٥.