قياسا على جواز اختلاف الصّفة والموصوف في الحكم كقولهم : مررت برجل لا صالح ولا طالح (١).
ذكر الاستثناء المفرّغ (٢)
وهو المستثنى الذي لم يذكر المستثنى منه معه ، وكان في كلام غير موجب غالبا ، ويعرب على حسب العوامل نحو : ما جاءني إلّا زيد ، وما ضربت إلّا زيدا وما مررت إلّا بزيد ، وإنّما كان في كلام غير موجب ليفيد أنّ المستثنى منه المحذوف عامّ ، لأنّ النكرة تعمّ في سياق النفي ، فإنّ التقدير في نحو : ما ضربت إلّا زيدا ، ما ضربت أحدا إلّا زيدا ، فلو جاء في كلام موجب وقال : ضربت إلّا زيدا لم يستقم ، لعدم جواز تقدير : ضربت كلّ أحد إلّا زيدا فيستحيل تقدير المستثنى منه المحذوف عامّا فيمتنع ، فأمّا إذا أمكن تقدير المستثنى منه المحذوف عامّا في كلام موجب فإنّه يجوز وقوع المفرغ في الموجب حينئذ نحو : قرأت إلّا سورة كذا ، وصمت إلّا يوم العيد ، لإمكان قراءة القرآن كلّه إلّا تلك السورة ، وصوم كلّ الأيام إلّا يوم العيد فأمكن تقدير المستثنى منه المحذوف عامّا ، فاستقام المعنى بخلاف : ضربت إلّا زيدا ، لاستحالة تقدير ضرب جميع الناس ، وسمّي مفرّغا لأنّ العامل فرّغ له ، بحذف المستثنى منه ، ومن جهة أنّ المعنى لا يستقيم في المفرغ إلّا في غير الموجب لم يجز : ما زلت إلّا قائما ؛ لأنّ «ما» للنفي ، و «زال» للنفي ونفي النّفيّ ، إثبات ، فيؤدي إلى أن يكون قائما مثبتا ـ لأنّه في سياق ما زال ـ منفيّا لأنّه بعد إلّا في كلام مثبت ؛ فيمتنع (٣).
ذكر البدل على المحلّ (٤)
إذا تعذّر البدل على اللفظ أبدل على المحلّ : والمذكور هنا لذلك ثلاثة أمثلة :
أحدها : ما جاءني من أحد إلّا زيد ، فيجوز نصب زيد على الاستثناء ورفعه على البدل من محل أحد ، لأنّ محلّه الرفع بأنه فاعل جاءني ، ويمتنع البدل من لفظه ، لأنه
__________________
(١) انظر هذه الردود في شرح المفصل ، ٢ / ٨٢ ، وشرح الكافية ، ١ / ٢٣٣ وشرح التصريح ، ١ / ٣٤٩.
(٢) الكافية ، ٣٩٥.
(٣) شرح الوافية ، ٢٣١ وشرح المفصل ، ٢ / ٦٨ وشرح الكافية ، ١ / ٢٣٤.
(٤) الكافية ، ٣٩٥ ـ ٣٩٦.