ذكر منصوب لا التي لنفي الجنس (١)
وهو سادس المنصوبات المشبّهات بالمفعول ، ومنصوب لا التي لنفي الجنس ، هو المسند إليه بعد دخولها ، يليها نكرة ، مضافا أو مشبّها به ، وإنّما اشترط أن يليها ، لأنّه إذا فصل بين الاسم وبين لا ، لم ينصبه كما يجيء ، واشترط أن يكون نكرة ، لأنّه إذا كان معرفة لم ينصب كما سيجيء ، واشترط أن يكون مضافا أو مشبّها به لأنه لو كان نكرة مفردة ، كان مبنيّا كما يجيء ، ومثال المضاف : لا غلام رجل في الدّار ، ومثال المشبّه بالمضاف : لا عشرين درهما لك ، ومشابهته للمضاف من حيث إنّ ما بعدهما / متمّم ومخصص لهما ، وتحقيق المشبّه بالمضاف أن تكون لا داخلة على اسم عامل فيما بعده نصبا أو رفعا ، مثال الناصب نحو : لا ضاربا زيدا عندك ، ومثال الرافع نحو : لا حسنا وجهه عندك (٢) لأنّ الاسم إن عمل فيما بعده جرّا فهو مضاف ، وإن عمل غير الجرّ فهو مشابه للمضاف.
وإن كان الاسم الذي يليها مفردا بني على ما ينصب به ، والمراد بالمفرد ما لا يكون مضافا ولا مشبها به (٣) فإن كان نصبه بالفتح بني على الفتح ، نحو : لا غلام في الدّار ، وإن كان نصبه بالياء بني على الياء نحو ؛ لا غلامين لك ، ولا مسلمين لك (٤) وإن كان نصبه بالكسر بني على الكسر نحو : لا مسلمات في الدّار ، وإنّما بني الاسم المذكور لتضمّنه معنى حرف الجرّ لأنّ قولك : لا رجل في الدّار ، جواب سؤال مقدّر ، كأنّه قال : هل من رجل في الدّار (٥) فكان من الواجب أن يقال : لا من رجل في الدّار ، ليطابق الجواب السؤال فحذف «من» ، وقيل : لا رجل في الدّار ، فبني لتضمّنه معنى «من» وأفاد تضمّن الاسم معنى من بعد النفي ، الاستغراق والعموم (٦) ، وإذا كان الاسم معرفة ، أو فصل بينه وبين لا ، وجب رفعه على الابتداء وتكريره (٧) تقول : لا زيد في الدار ولا عمرو ، ولا في الدار رجل ولا امرأة ، وإنّما وجب رفع المعرفة ، لأنّ لا
__________________
(١) الكافية ، ٣٩٧.
(٢) شرح المفصل ، ٢ / ١٠٠.
(٣) شرح الكافية ، ١ / ٢٥٥.
(٤) المقتضب ، ٤ / ٣٦٦ وشرح المفصل ، ٢ / ١٠٦ وشرح ابن عقيل ، ٢ / ٨.
(٥) شرح الوافية ، ٢٤١ وانظر المقتضب ، ٤ / ٣٥٧ وشرح الكافية ، ١ / ٢٥٦ وشرح التصريح ، ١ / ٢٣٦.
(٦) شرح الكافية ، ١ / ٢٥٦.
(٧) تسهيل الفوائد ، ٦٨.