شيء وهو صمت بواسطة حرف الجر وهو في ، وليس ذلك الحرف مرادا ، وإلّا كان يوم الجمعة مجرورا لا يقال : قولكم : إنّ المضاف إليه لا يكون إلّا اسما لفظا أو تقديرا وقد أضيف نحو : حيث وإذا ، إلى الجمل في قولهم : جلست حيث جلس زيد ، وليست الجملة اسما لا لفظا ولا تقديرا ، لأنّا نقول : إنّ هذه الجملة مؤوّلة بالاسم المفرد ، إذ تقديره : جلست حيث جلوس زيد ، أي مكان جلوسه ، والإضافة نوعان : معنوية ولفظية.
ذكر الإضافة المعنويّة (١)
وهي أن يكون المضاف غير صفة مضافة إلى معمولها ، وهو على ثلاثة أضرب : أحدها : بمعنى من ، وشرطها : أن يكون المضاف نوع المضاف إليه (٢) نحو : خاتم فضّة ، وباب ساج.
وثانيها : بمعنى في ، وشرطها : أن يكون المضاف اسما مضافا إلى ظرفه نحو ضرب اليوم و (مَكْرُ اللَّيْلِ)(٣) وهو قليل (٤).
وثالثها : بمعنى اللّام وهو ما عدا هذين القسمين نحو : غلام زيد ، وغلامه ، والفرق بين الإضافة بمعنى اللّام ، ومعنى من ، أنّ التي بمعنى اللّام لا يصحّ الإخبار بأحد الاسمين عن الآخر ، ولا يكون المضاف نوعا من المضاف إليه ، ولا يجوز أن ينتصب المضاف إليه على التمييز من المضاف ، والتي بمعنى من على العكس من ذلك كلّه (٥) وشرط الإضافة أن يكون المضاف خاليا عن التعريف (٦) ، وأجاز الكوفيون : الخمسة الأثواب ونحوه من العدد ومنعه البصريون كغيره (٧) لأنّه لو أضيف المعرّف
__________________
(١) الكافية : ٣٩٨.
(٢) تسهيل الفوائد ، ١٥٥.
(٣) من الآية ٣٣ من سورة سبأ.
(٤) همع الهوامع ، ٢ / ٤٦.
(٥) شرح المفصل ، ٢ / ١١٩ وشرح التصريح ، ١ / ٢٥.
(٦) الكافية ، ٣٩٨.
(٧) بعدها في شرح الوافية ، ٢٤٩ «ولم يأت إلا في لغة ضعيفة على خلاف القياس واستعمال الفصحاء» وانظر خلافهم حول هذه المسألة في الكتاب ، ١ / ٢٠٦ والمقتضب ، ٢ / ٢٧٥ ومجالس ثعلب القسم الثاني ،