قيل : إن الضار بك جائز وهو مضاف إلى المضمر مع عدم التخفيف ، فهو كالضارب زيد ، فيجاب : بأنّه محمول على ضاربك ، وضاربك مضاف باتفاق ، وتخفيفه تقديري ، إذ لم ينطق باسم فاعل عامل نصبا في مضمر متصل (١) ، لأنّ اسم الفاعل لا يعمل نصبا إلا إذا كان منوّنا / ولو كان منوّنا لامتنع اتصال الضمير به ، ولكن يقدّر أنّ أصله كان ضاربنك ، بتنوين اسم الفاعل ، ثمّ حذف التنوين وأضيف إضافة لفظيّة فبقي : ضاربك ، فقد أفاد تخفيفا تقديريا ، ولمّا كان لم ينطق به لم ينظر إلى التخفيف فيه (٢).
ذكر ما يمتنع إضافته (٣)
لا يجوز إضافة الصفة إلى موصوفها فلا يقال في رجل قائم : قائم رجل ، لأنّ الصفة اسم منسوب إلى ما قبله ، والمضاف منسوب إلى ما بعده فيتنافيان ، وكذلك عكسه فلا يضاف الموصوف إلى صفته لأنّ المضاف مقصود به الذات والصفة مقصود بها المعنى فيتنافيان ، وأيضا فلا يستقيم في الصورتين تقدير حرف الجرّ ، وما ورد في إضافة الصفة إلى الموصوف في قولهم : أخلاق ثياب ، فموّؤل عند البصريين وهو أنّهم قالوا : ثياب أخلاق ، فحذفوا الموصوف فبقي أخلاق محتملا أن يكون ثيابا أو غيرها ، فأضافوه إلى ما يبيّنه كإضافة ثوب إلى خزّ وكذلك ما أشبهه نحو : سحق عمامة (٤) وجرد قطيفة (٥) وقولهم : مسجد الجامع ظاهر في إضافة الموصوف إلى صفته وتأويله : بالوقت أي مسجد الوقت الجامع ، فحذف الوقت وأضيف الجامع إلى صفة الوقت (٦) وكذلك ما أشبهه مثل : جانب الغربي ، وبقلة الحمقاء ، موؤّل بجانب المكان الغربي ، وبقلة الحبّة الحمقاء ، لأنّه كما توصف البقلة بالحمقاء ، توصف الحبّة
__________________
(١) شرح الوافية ٢٤٩ وانظر شرح الكافية ، ١ / ٢٨٢.
(٢) شرح الكافية ، ١ / ٢٨٢ ـ ٢٨٣.
(٣) الكافية ، ٣٩٩.
(٤) السّحق : الثوب الخلق البالي وجمعه سحوق. اللسان ، سحق.
(٥) الجرد : الخلق من الثياب وجمعه جرود ، اللسان ، جرد.
(٦) بعدها في شرح الوافية ، ٢٥٠ «لأن كلا منها سبب لاجتماع الناس».