فيّ (١) ، وإذا قطعت هذه الأسماء عن الإضافة كان إعرابها بالحركات الثلاث ، فتقول : هذا أخ وأب وحم وهن وفم ، ورأيت أبا وأخا وحما وهنا ، ومررت بأخ وأب وحم وهن وفم بفتح الفاء من فم على الأفصح ، ويجوز كسرها ، وضمّها بتشديد الميم ، وتخفيفها (٢) وفي حم لغات غير ما تقدّم منها : أن تجري مجرى خبء ، تقول حمء وحمؤك بالهمز فيهما كما تقول خبؤك ، والخبء ما خبيء ، وخبء السموات ، القطر ، وخبء الأرض. النّبات ومنها : أن تجرى مجرى دلو وعصا تقول : حمو وحموك مثل : دلو ودلوك ، وحما وحماك مثل : عصا وعصاك ، ويجوز في هن ، أن تجري مجرى يد ، تقول : هنك كما تقول يدك فتخالف اللغة الأولى في الإضافة ، لأنّ الأولى في الإضافة هنوك ، وأمّا في الإفراد فمتّفقتان في اللفظ ، لأنّ كلّا منهما هن (٣).
ذكر بقيّة الكلام على الإضافة
وهي عدّة مسائل :
منها : أنّ الإضافة المعنويّة بمعنى في لم يثبتها صاحب المفصّل (٤) ، ولذلك شرط إذهاب تقدير في حتّى تبقى نسيا منسيا ، وزعم أنّ الاسم يضاف إلى ظرفه بدون تقدير في (٥) ويؤوّل نحو : (٦)
يا سارق الليلة أهل الدّار
بأنّه سرق الليلة نفسها على سبيل المبالغة.
__________________
(١) شرح الوافية ، ٢٥٤ وانظر شرح المفصل ، ٣ / ٣٨.
(٢) شرح الكافية ، ١ / ٢٠٧.
(٣) شرح الوافية ، ٢٥٥ وانظر شرح المفصل ، ٣ / ٣٨.
(٤) قال الزمخشري في مفصله ، ٨٢ «ولا تخلو ـ أي الإضافة المعنوية ـ في الأمر العام من أن تكون بمعنى اللام كقولك : مال زيد ... أو بمعنى من كقولك : خاتم فضة».
(٥) في المفصل ، ٥٥ ، ٥٦ : وقد يذهب بالظرف عن أن يقدّر فيه معنى في اتساعا فيجري لذلك مجرى المفعول به فيقال : الذي سرته يوم الجمعة ، ويضاف إليه كقولك : يا سارق الليلة أهل الدار ... وانظر شرح المفصل ، ٢ / ٤٥ ـ ٤٦.
(٦) هذا الرجز لا يعرف له قائل ولا تتمة انظره في الكتاب ، ١ / ١٧٥ ـ ١٩٣ ، وأمالي ابن الشجري ، ٢ / ١٥٠ وشرح المفصل ، ٢ / ٤٥ ـ ٤٦. وخزانة الأدب ، ٣ / ١٠٨.