العلم أخصّ من هذه الثلاثة ، لأنّه في أوّل أحواله وضع لشخص معيّن بخلاف المبهم فإنّه لا يستقرّ على مسمّى ، وبخلاف المعرّف باللام فإنّ تعريفه لا بذاته بل بالألف واللام ، ولذلك يزول عنه التعريف بزوالهما ، وكذلك تعريف المضاف بغيره فالعلم أخصّ منها.
واعلم أنّ اسم الإشارة نحو : هذا ، لمّا كان (١) مبهم الذّات احتاج إلى ما يبيّن حقيقته وذلك لا يكون إلّا بأحد أمرين : إمّا باسم الجنس نحو : الرجل لدلالته على حقيقة الذات ، أو بوصف يختصّ بالذات التي يراد بيانها كالعالم والكاتب بالنسبة إلى ذات الإنسان ، فلذلك قالوا : جاءني هذا الرجل ، ومررت بهذا العالم ، لأنّ العلم وصف خاص بذات الرجل لا يوجد إلّا في نوعه ، بخلاف قولك : هذا الأبيض لعدم اختصاصه بنوع دون نوع وبسبب ما شرح ، حسن مررت بهذا العالم وضعف : مررت بهذا الأبيض (٢).
فصل (٣)
واعلم أنّ المصدر يقع صفة نحو : رجل عدل ورجال صوم أو فطر ، وشبه ذلك وفائدة الوصف بالمصدر الاختصاص لأنّ تقديره : ذو عدل ، فلمّا وصف به بتوسط ذو وعرف مكانه ، حذفت تخفيفا لأنّه لا يلتبس ، لأنّ (٤) الرجل ليس هو الصوم وكذلك رجل / خصم فإنّه أخصّ من مخاصم ، وأكثر ما يوصف بالمصدر الثلاثي ، وإنّما ساغ الوصف بالمصدر ، لأنّ الصفة في الأصل مأخوذة من المصدر ، لأنّ تأويل ضارب ، ذو ضرب ، وإذا وصف بالمصدر فالأحسن الأكثر أن لا يثنّى ولا يجمع ولا يؤنّث (٥) كقولك : مررت برجلين صوم ، ورجال صوم ، ونساء صوم إلّا ما دخله كثرة الاستعمال نحو : رجل عدل ورجلين عدلين.
__________________
(١) غير واضحة في الأصل.
(٢) لأن الأبيض عام لا يخص نوعا دون آخر كالإنسان والفرس بخلاف هذا العالم فإن العالم مختص بنوع من الحيوان ، فكأنك قلت : بهذا الرجل العالم. شرح الكافية ، ١ / ٣١٤.
(٣) في المفصل ، ١١٥ : ويوصف بالمصادر كقولهم : رجل عدل وصوم وفطر وزور.
(٤) في الأصل أن.
(٥) شرح المفصل ، ٣ / ٥٠ وشرح التصريح ، ٢ / ١١٣.