غير حدّه (١) وضربنا للاثنين / وللجماعة فيهما ، فضربت حينئذ مشترك في معنيين (٢) وضربنا مشترك في أربعة (٣).
ووضعوا للمخاطب خمسة ألفاظ : أربعة نصوص ، وهي ضربت للمذكّر وضربت للمؤنث ، وضربتم للجمع المذكّر وضربتنّ للجمع المؤنث ، وواحد مشترك بين المذكّرين والمؤنّثين وهو ضربتما ، فالميم إيذان بأنك جاوزت الواحد ، والألف للتثنية وإنّما ضمّت تاء ضربتما وكانت في المفرد مفتوحة لئلا يتوهم المخاطب أن ضربت كلمة وما كلمة أخرى ، ووضعوا للغائب خمسة على مثال المخاطب أربعة نصوص وهي : ضرب وضربت وضربوا وضربن (٤) وواحد مشترك وهو : ضربا ضربتا وهو مشترك باعتبار ألف الضمير وإن اختلفت الصيغة بزيادة التاء ، فإنّ التاء في ضربتا جيء بها علامة للتأنيث وليست بضمير.
ذكر الضمير المرفوع المنفصل (٥)
وهو للمتكلّم والمخاطب والغائب على ما شرح في المرفوع المتصل من النصّ والمشترك ، وهو : أنا ونحن للمتكلّم ، وينبغي أن يعلم أنّ الهمزة والنون في أنا هما الاسم عند الأكثر (٦) وزيدت الألف لبيان حركة النون ، وقد تبيّن بالهاء كقولك أنه ، وقال قوم أنا كلّه هو الاسم (٧) ومنه قول الأعشى : (٨)
__________________
(١) شرح الوافية ، ٢٧٤ وانظر شرح المفصل ، ٣ / ٨٦.
(٢) أي مشترك بين الواحد المذكر والمؤنث.
(٣) أي المثنى المذكر والمثنى المؤنث ، والمجموع المذكر والمؤنث.
(٤) شرح الوافية ، ٢٧٤.
(٥) الكافية ، ٤٠٣.
(٦) هذا مذهب البصريين وأصل أنا عندهم أن بفتح النون ، ولكون النون مفتوحة زيدت فيها الألف في الوقف لبيان الحركة كهاء السكت ولذلك تعاقبها فيقال : أنه ، وإذا وصلت حذفتها انظر شرح المفصل ، ٣ / ٩٣ ، وشرح الأشموني ومعه حاشية الصبان ، ١ / ١١٤.
(٧) وهو مذهب الكوفيين واختاره ابن مالك في التسهيل واحتجّوا بإثبات الألف وصلا في لغة وقالوا إنّ الهاء في أنه بدل من الألف. انظر شرح المفصل ، ٣ / ٩٣ تسهيل الفوائد ، ٢٥ وهمع الهوامع ، ١ / ٦٠ وشرح الأشموني ، ١ / ١١٤.
(٨) هو ميمون بن قيس بن جندل يكنى أبا بصير ، شاعر جاهليّ أدرك الإسلام ولم يسلم انظر ترجمته في طبقات فحول الشعراء ، ١ / ٥٢ والشعر والشعراء ، ١ / ١٧٨ ومعجم الشعراء ، ١٢. والبيت في ديوانه ، ١٠٣ برواية :
فما أنا أم ما انتحالي القوا |
|
في بعد المشيب كفى ذاك عارا |