كذلك (١) وأنت مع لدن مخيّر في إثبات نون الوقاية لحفظ بنائها على السكون ، وفي حذفها (٢) / قال الله تعالى (قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً)(٣) قرىء في السّبعة بالتشديد والتخفيف (٤) وكذا أنت مخيّر بين الإثبات والحذف في : إنّ وأنّ وكأنّ ولكنّ كقولك : إنّي وإنني ، وكذلك أخواتها الثلاث ويختار إثباتها في ليت كقولك : ليتني ، لشبهها بالفعل (٥) ولا يختار في لعلّ ، لأنّ بعض لغاتها لعنّ فحذفت منها كراهة اجتماع النونات ، وحملت لعلّ عليها ، ويختار إثباتها في : من وعن وقد وقط ، لحفظ سكونها (٦) نحو : مني وعني وقدني وقطني وقال الشاعر : (٧)
امتلأ الحوض وقال قطني
أي حسبي.
ذكر الفصل (٨)
ويتوسّط بين المبتدإ والخبر قبل دخول العوامل وبعد دخولها صيغة ضمير مرفوع منفصل ، نحو : زيد هو المنطلق ، وكان زيد هو المنطلق وإنما قال : صيغة
__________________
(١) شرح الوافية ، ٢٨١.
(٢) حذف نون الوقاية من لدن لا يجوز عند سيبويه والزجاج إلّا للضرورة وعند غيرهما الثبوت راجح وليس الحذف للضرورة لثبوته في القراءات السبع ، انظر الكتاب ٢ / ٣٧٠ وشرح الكافية ، ٢ / ٢٢.
(٣) من الآية ٧٦ من سورة الكهف.
(٤) قرأ نافع وأبو بكر بالتخفيف وشدّده الباقون وكلّهم ضم الدال إلّا أبا بكر فإنه أسكنها وأشمّها الضمّ وحجة من شدّد أنه أدغم نون لدني في النون التي دخلت مع الياء ليسلم سكون نون لدن كما قالوا : إني وعني ، وحجّة من خفف أنه لم يأت بنون مع الياء لأنّه ضمير مخفوض كغلامي وداري فاتصلت الياء بنون لدن فكسرتها انظر الكشف ، ٢ / ٦٩ والتبيان ، ٢ / ٨٥٧ والنشر ، ٢ / ٣١٣.
(٥) وأجاز سيبويه حذفها في الشعر للضرورة الكتاب ، ٢ / ٣٧٠.
(٦) شرح المفصل ، ٣ / ٩١ وشرح الكافية ، ٢ / ٢٣.
(٧) الرجز لم يعرف قائله ، وبعده :
مهلا رويدا قد ملأت بطني.
ورد في مجالس ثعلب القسم الأول ، ١٥٨ والخصائص ، ١ / ٣٢ وأمالي ابن الشجري ، ١ / ٣١٣ ـ ٢ / ١٤٠ وشرح المفصل ، ٢ / ١٣١ ـ ٣ / ١٢٥ ولسان العرب ، قطط وشرح الشواهد ، ١ / ١٢٥ وشرح الأشموني ، ١ / ١٢٥.
(٨) الكافية ٤٠٤.